وفيه سمر السلطان شخصا من العربان يقال له الفضل - وقد كان مشتهرا بالشجاعة وقتل النفس - فأشهره في القاهرة هو وأولاد عمه ثم سلخوهم وبعثوا بهم إلى بلاد الشرقية، وكانوا من المفسدين.
وفيه توفى قاضي القضاة الحنفية بمكة المشرفة - وهو رضي الدين أبو حامد بن الضياء - وكان من أعيان العلماء الحنفية بمكة وله نظم جيد، ومولده سنة احدى وتسعين وسبعمائة.
وفيه، في ثالث عشر مسرى، كان وفاء النيل المبارك. ونزل المقر الشهابي أحمد ابن السلطان وفتح السد على العادة، وكان له يوم مشهود.
*****
وفي رمضان جاءت الأخبار بوفاة صاحب الأبلستين - وهو سليمان بن محمد بن قراجا بن دلغادر التركماني - وكان من خيار التراكمة، لم تتحرك في أيامه فتنة، وكان مثقلا بالشحم جدا.
وفيه قدم جان بك نائب جدة من الحجاز، فخلع عليه السلطان خلعة سنية.
*****
وفي شوال وصل ركب من المغرب من عند صاحب تونس، وصحبته هدية حافلة، وخرج صحبة الحاج إلى مكة.
وفيه قرر في الاستادارية الناصري محمد بن أبي الفرج نقيب الجيش، وقرر سعد الدين فرج بن النحال في الوزارة عوضا عن أمين الدين ابن الهيصم بحكم اختفائه، ثم أعاد كتابة المماليك إلى سعد الدين فرج، وصرف عنها تاج الدين بن المقسي، فصار سعد الدين فرج بعده معه الوزارة وكتابة المماليك.
*****
وفي ذي القعدة تغير خاطر السلطان علي زين الدين الاستادار وضربه ضربا مبرحا، وتسلمه الجمالي يوسف ناظر الخاص على مال يورده.
وفيه جاءت الأخبار بأن أصلان بن سليمان بن دلغادر تملك الأبلستين عوضا عن أبيه بحكم وفاته.
*****
وفي ذي الحجة استقر تقي الدين ابن نصر الله في نظر الدولة، وكانت شاغرة مدّة طويلة.