للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أن الأمير خير بك أشار على السلطان بلباي بأن يمسك الأمير قرقماس الجلب، والأمير ارغون شاه استادار الصحبة، والأمير قلمطاي الاسحاقي، فأرسل بالقبض عليهم - وكان الملك الظاهر خشقدم أرسلهم إلى نحو الصعيد مع الامير يشبك الفقيه كما تقدم - فأرسل للقبض عليهم من هناك وأرسلهم إلى السجن بثغر الاسكندرية فلما وقع ذلك نفرت منه قلوب الرعية، وكان تدميره في تدبيره.

ثم لما أنفق على العسكر قطع نفقة أولاد الناس والخدام، فكثر عليه الدعاء، ثم أن النفقة تشحطت فشكا ذلك إلى الأمير خير بك، فقال له: "يا مولانا السلطان، إن كان في حاصلك شيء من المال فأنفقه على العسكر، وقد صارت الخزائن بيدك خذ منها ما شئت". .. فسمع له وطلع بماله جميعه جملة واحدة فأنفقه على العسكر، وقد نفد منه ما كان حصله من حين كان جنديا.

ثم بعد أيام حضر الأمير أزبك بن ططخ رأس نوبة النوب، والأمير جاني بك، والأمير قلقسير حاجب الحجاب - وكان السلطان خشقدم أرسلهم إلى العقبة بسبب فساد العربان - فلما حضروا كان صحبتهم جماعة كثيرة من العربان نحو ستين إنسانا، وكان الأمير أزبك انتهى في هذا السفر إلى الأزلم. فلما عرض العربان على السلطان بلباي أمر بتوسيطهم أجمعين، ولم يعرف الظالم من المظلوم، فصاروا في ذمته، وكان فيهم صغار دون البلوغ.

ثم لما رجع الأمير أزبك من العقبة أشار خير بك على السلطان بلباي بأن يستقر به نائب الشام. فلما طلع ازبك في يوم الجمعة إلى القلعة خلع عليه السلطان بعد صلاة الجمعة - وهو في باب الستارة - خلعة، واستقر به نائب الشام، ورسم له بأن يتوجه إلى الشام بعد ثلاثة أيام، فخرج إلى الشام في يوم الاثنين في أواخر ربيع الأول من سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.

فلما توجه الأمير أزبك إلى الشام عمل السلطان الموكب، وخلع على الأمير قايتباي المحمودي واستقر به رأس نوبة النوب عوضا عن الأمير أزبك لما بقي نائب الشام.

ثم أن الأمير يشبك الفقيه حضر من الصعيد فأقره على حاله دوادارا كبيرا كما كان

وكل ذلك ترتيب الأمير خير بك الدوادار.

ثم أن الأمير يشبك الفقيه قصد الوثوب على الأمراء الخشقدمية، وأن يقبض على جماعة منهم فجمع خشداشينه - وهم قنبك المحمودي أمير سلاح، والأمير جاني بك كوهية، والأمير مغلباي طاز، والأمير طوخ الزردكاش، وجماعة المؤيدية كلهم - فلبسوا آلة الحرب وركبوا في يوم الخميس فلما تحقق العسكر ذلك التف عليهم جماعة من الاينالية وجماعة من الأشرفية والمماليك السيفية، فتوجهوا إلى بيت الأمير يشبك الفقيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>