الدين بن الشحنة الحنفي، وحسام الدين بن حريز المالكي، وعز الدين الحنبلي - وحضر جماعة من الأمراء.
فلما تكامل المجلس عملت صورة شرعية في خلع الظاهر تمربغا من السلطنة، فخلعه الخليفة في الحال وبايع الاتابكي قايتباي، وتلقب بالملك الأشرف، ثم أحضروا له شعار الملك - وهي العمامة السوداء والجبة السوداء التي بالطراز الذهب والسيف البداوي - فلما أرادوا أن يفيضوا عليه شعار الملك تمنع من ذلك وبكى، فألبسوه ذلك الشعار غصبا وهو يمتنع غاية الامتناع ثم قدمت إليه فرس النوبة، فركب من سلم الحراقة، وأذن للأمير جاني بك قلقسير أمير سلاح بأن يفرد الصنجق السلطاني على رأسه لعدم حضور القبة والطير من الزردخاناه، فرفع الصنجق على رأسه، وقد ترشح أمره للأتابكية.
فلما ركب سار ومشت قدامه الامراء بالشاش والقماش، وركب الخليفة على يمينه، وسار حتى طلع من باب سر القصر الكبير.
فلما طلع جلس على سرير الملك، وقبلت له الأمراء الأرض، وذلك يوم الاثنين سادس رجب من السنة المذكورة.
فلما تمت بيعته وراج أمره خلع على الخليفة ونزل إلى داره، ثم خلع على المقر السيفي جاني بك قلقسير الأشرفي برسباي وقرره في الأتابكية عوضا عن نفسه، ونزل إلى داره في موكب حافل. وقيل تولى الملك الأشرف قايتباي الملك وله من العمر نحو من خمس وخمسين سنة وقد وكزه الشيب قليلا، ثم دخل يشبك بن مهدي وتمراز الشمسي على الظاهر تمربغا، وأقاموه من فوق مرتبته وأدخلوه إلى قاعة البحرة وهو في غاية الأكرام، ثم أخذوا منه المنجاه والترس والدواة وأحضروها بين يدي الأشرف قايتباي. ثم أن الأشرف قايتباي رسم بتقييد خير بك، فقيد هو وابن العيني، وأدخلوهما إلى مكان بالقرب من القصر الكبير، وأدخلوا معهما عبد الكريم - مهتار الملك الظاهر خشقدم - وهو أول حكم وقع للأشرف قايتباي. ثم ضربت له البشائر بالقلعة، ونودى باسمه في القاهرة، وارتفعت له الأصوات بالدعاء من الخاص والعام، وفيه يقول الشهاب المنصوري: