للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لما أراد أن يلبس شعار الملك شرط على العسكر أنه لا ينفق عليهم نفقة البيعة فرضوا العسكر أنه لا ينفق عليهم نفقة البيعة فرضوا بذلك، فلما تسلطن لم ينفق على العسكر شيئا.

ثم أخذ السلطان في أسباب القبض على اعيان الخشقدمية، فقبض على كسباي الدوادار الثاني وقد ظهر من بيت يشبك بن مهدي، وقبض على مغلباي ورسم بإخراجه إلى القدس يقيم به بطالا، ورسم باخراج كسباي إلى حلب، واختفى خشكلدي البيسقي، ثم صار في كل يوم يقبض على جماعة من الخشقدمية، ويشتت شملهم ويسجنهم بالقلعة، ما بين أمراء وخاصكية.

ثم أن السلطان رسم باحضار قرقماس الجلب من دمياط، واحضار جماعة من الأشرفية، منهم بيبرس خال العزيز، ومنهم جاني بك المشد وبيبرس الطويل … وكانوا بالقدس. ثم أشار بعض الظاهرية على السلطان بعودة هذه الجماعة الأشرفية إلى القدس على عادتهم، فخرج الأمر من السلطان بأن يعادوا بعدما كانوا قد وصلوا إلى قطيا، فعادوا إلى القدس.

وفي ثامن هذا الشهر رسم السلطان بإخراج الظاهر تمربغا إلى ثغر دمياط، فخرج وهو في غاية العز والاكرام من غير تقييد، وقد رفق به، وكان السلطان يرسل إليه في كل يوم أسمطة حافلة وهو بالبحرة. وعندما خرج للسفر اجتمع به السلطان واعتذر إليه في أمر السلطنة، وأن ذلك لم يكن باختياره وكان على كره منه، وكان بين تمربغا وبين قايتباي أيمان عظيمة بأنه لا يغدر ولا يتسلطن، فلم تتم هذه الأيمان.

ثم أن السلطان ودع الظاهر تمربغا ونزل من القلعة وهو راكب على فرس من مركب السلطان، ونزل من باب القرافة بعد العشاء، وتوجه إلى ساحل البحر، ونزل في الحراقة، وتوجه إلى ثغر دمياط فلما وصل إلى دمياط نزل في أحسن دورها، وكان يركب إلى صلاة الجمعة، واستمر بدمياط إلى أن كان من أمره ما سنذكره.

وفيه أشار بعض الظاهرية على السلطان بأن يطلق من كان سجنه من الخشقدمية.

ثم أن السلطان أخذ في أسباب مصادرة خير بك الذي تسلطن هو وابن العيني، فطلب السلطان من خير بك نحوا من ستين ألف دينار خارجا عن بركه وخيوله وسلاحه وغير ذلك، وعلى ابن العيني نحوا من مائتي ألف دينار وذلك خارج عن بركه وسلاحه وغير ذلك.

وفيه عمل السلطان الموكب، وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: بردبك هجين وقرره في أمرية سلاح عوضا عن قاني بك المحمودي، وخلع على يشبك بن مهدي

<<  <  ج: ص:  >  >>