للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلوبهم. فلما صعد الأمير يشبك إلى القلعة خلع عليه السلطان خلعة سنية، ونزل إلى داره في موكب حافل. ثم بعد ذلك قدم للسلطان تقدمة سنية مما ينيف على مائة ألف دينار ما بين ذهب عين وخيول وقماش ورقيق وغلال وسكر وعسل وغير ذلك.

وفيه توفى سنطباي بن قصرويه الأشقر الأشرفي أحد الأمراء العشراوات، وكان مريضا من حين عاد من التجريدة.

*****

وفي رمضان أمر السلطان بفتح شونتين، وبيع القمح منهما سعر ألف درهم الأردب، وكان وصل سعره إلى أربعة أشرفية كل أردب، فحصل للناس بعض رفق وكثر الخبز على الدكاكين.

وفيه نودى من قبل السلطان بأن من أخذ منه شيء من أولاد الناس وغيرهم بسبب بعث البدل إلى التجريدة، فليصعد إلى القلعة في ثامن هذا الشهر ليرد إليه ما أخذ منه من المبلغ. فلما صعد أولاد الناس إلى القلعة رد إليهم ما أخذ منهم بحكم النصف، فتعجب الناس لذلك وما السبب فيه … فعد ذلك من النوادر.

وفيه توفى القاضي حسام الدين بن بريطع الحنفي الدمشقي قاضي قضاة الحنفية بدمشق، وكان من أعيان الحنفية، ولى قضاء غزة وصفد وطرابلس ودمشق غير ما مرة، وكان رئيسا حشما له نظم ونثر جيد وخط جيد، وألف الكتب الجليلة.

وفيه حضر الأتابكي أزبك، وكان مقيما بحلب من حين كسر العسكر، فدخل القاهرة هو ومن بقي معه من الأمراء والعسكر وصحبته شاه بضاع أخو سوار الذي اخذ منه سوار البلاد. فلما صعد الأتابكي أزبك إلى القلعة خلع عليه السلطان وعلى من معه من الأمراء وعلى شاه بضاع، وكان معه يحيى كاور أخو سوار أيضا وكان مسك قبل ذلك. فلما مثل بين يدي السلطان أمر بسجنه في البرج الذي بالقلعة.

وفيه اختفى القاضي تاج الدين بن المقسي ناظر الجيش … فلما اختفى خلع السلطان على الزيني عبد الرحمن بن الكويز وأعاده إلى نظر الخاص.

وفيه صعد قاصد سوار إلى القلعة وصحبته هدية للسلطان، فلم يؤذن له في صعودها معه، وحضر بمكاتبة سوار فكان مضمونها أنه يطلب الصلح من السلطان لكن على شروط منه لم يقبلها السلطان، منها أن يكتب له السلطان تقليدا بامرية الأبلستين، وأن ينعم عليه بتقدمة ألف بحلب … وأن فعل ذلك يسلم عينتاب للسلطان، فطال الكلام من القاصد والسلطان ولم ينتظم الأمر بينهما في شيء من الصلح، ونزل القاصد بغير خلعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>