وفيه توفى قاضي القضاة المالكية بدمشق محيي الدين عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث البكري المصري المالكي، وكان من أعيان المالكية، وتاب في الحكم بمصر مدة ثم ولى قضاء دمشق. وتوفى تمرباي التمرازي أحد أمراء العشراوات، وكان ولى المهمندارية وأقام بها مدة.
وفيه قرر أبو الفتح المنوفي كاتب السلطان - وهو أمير - في نظر الأوقاف والبيمارستان بالقاهرة. وأشيع بين الناس أن سبب ذلك تحكير الأمير يشبك الدوادار الكبير على الغلال بالوجه القبلي ومنع المراكب من حمله. وفيه يقول الشهاب المنصوري.
وظالم منه أتانا الغلا … يا ويله من الحشر من ربه
فادعوا وقولوا ربنا اطمس على … أمواله واشدد على قلبه
وفيه خلع السلطان على لاجين، وقرره أمير مجلس عوضا عن قرقماس الجلب، وكانت هذه الوظيفة شاغرة من حين قتل قرقماس الجلب في واقعة سوار، ثم بعد أيام وصل الأتابكي قلقسير وصعد إلى القلعة فقام له السلطان واعتنقه ثم خلع عليه كاملية بسمور، وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش. وركب من باب البحرة ونزل من القلعة في موكب حافل. ثم بعد أيام خلع عليه السلطان وقرره في أمرية سلاح، عوضا عن برد بك هجين بحكم وفاته في واقعة سوار، وكانت الوظيفة شاغرة. ومن العجائب أن السلطان بعث بمرسوم بمنع جاني بك قلقسير من الدخول إلى مصر، وأن يقيم بحلب، فقدم جاني بك قبل وصول المرسوم إلى حلب بسبعة أيام. فلما حضر قرره في أمرية سلاح بعدما كان أميرا كبيرا.
وفيه قرر جقمق الظاهري في نيابة دمياط.
*****
وفي شعبان كانت نهاية بناء السبيل الذي أنشأه السلطان بخط القشاشين من تحت الربع، فجاء السبيل والمكتب فوقه نهاية في الحسن، ولا سيما في ذلك المكان.
وفيه عاد الأمير يشبك الدوادار من الوجه القبلي - وكانت مدة غيبته نحوا من سبعة أشهر - ففعل ببلاد الصعيد من المظالم ما لا يسمع بمثله، حتى أنه شوى بالنار محمودا شيخ بني عدي، وخوزق من العربان جماعة، وسلخ جلد جماعة، ودفن جماعة في التراب وهم أحياء، وفعل بالعربان من أنواع هذا العذاب ما لم يفعله أحد قبله … فدخل الرعب في