وفيه جاءت الأخبار بأن ابن رمضان - أمير التركمان - أخذ جماعة التركمان وكبس على أعوان سوار وأخذ منهم قلعة سيس، فسر السلطان بهذا الخبر وأرسل إلى ابن رمضان خلعة سنية.
وفيه جاءت الأخبار من ثغر الاسكندرية بوفاة قاني بك المحمودي المؤيدي الذي كان أمير سلاح بمصر ونفى إلى الاسكندرية في دولة الظاهر تمربغا، فأقام بالبرج إلى أن مات. وكان قد جاوز الثمانين سنة من العمر، وكان في أوائل عمره شجاعا بطلا وولى عدة وظائف سنية منها أمير مجلس وامرية سلاح وقاسى شدائد ومحنا في آخر عمره إلى أن مات.
*****
وفي جمادي الأولى حضر إلى القاهرة قراجا السيفي جاني بك نائب جدة أحد الأمراء العشراوات، وأخبر بأن شاه سوار أطلق الأتابكي جاني بك قلقسير وبعث به إلى حلب وقد أكرمه غاية الاكرام، وقصد بذلك أن يرضي خاطر السلطان، وقرر مع الأتابكي جاني بك قلقسير بأن يكون سفيرا بينه وبين السلطان في أمر الصلح.
وفيه نزل السلطان إلى الرماية ببركة الحاج، وعاد من يومه وطلع من بين الترب.
وفيه ارتفع سعر الغلال حتى بلغ كل أردب قمح أربعة أشرفية، وبلغ سعر كل أردب فول أو شعير سبعمائة درهم، وبلغ ثمن الحمل التبن نحو أشرفي ذهب، وعمت هذه الغلوة سائر البلاد حتى البلاد الشامية وغيرها.
*****
وفي جمادي الآخرة نزل السلطان، وتوجه إلى خليج الزعفران على سبيل التنزه، وأقام هناك ثلاثة أيام ثم عاد إلى القلعة.
وفيه وصل اينال الأشقر الذي تقدم ذكره، فأكرمه السلطان وخلع عليه ونزل إلى دار أعدت له. ثم أنه بعد أيام خلع السلطان عليه وأقره في رأس نوبة النوب الكبرى عوضا عن سودون القصروي بحكم وفاته بسبب تجريدة سوار كما تقدم، وكانت هذه الوظيفة شاغرة من يومئذ.
وفيه توفى خشكلدي القوامي الناصري، وكان أحد الأمراء الطبلخانات، وكان جركسي الجنس من مشتروات الناصر فرج بن برقوق، وكان دينا خيرا متواضعا، وكان قد جاوز الثمانين من العمر.