الاستادارية أحسن مباشرة، وأنشأ فيها من المظالم ما لم يسمع بمثله، وجرى عليه من الشدائد والمحن والأنكاد ما لا يعبر عنه، وصودر غير ما مرة، وغرم الأموال الجزيلة، وعصر في أكعابه وضرب غير ما مرة، وغرم الأموال في دول غير أيام قايتباي، ونفى إلى المدينة المنورة الشريفة وإلى القدس الشريف وغير ذلك من الأماكن. وكان مولده قبل قرن الثمانمائة، ولم يلق في آخر عمره خيرا، وله أخبار يطول شرحها … رحمه الله تعالى وعفا عنه بمنه وكرمه.
وفيه توفى شمس الدين محمد بن عبد الرزاق ابن عبد القادر بن نفيس الأذرعي الشافعي. وكان من أهل العلم والفضل، سمع على جماعة من العلماء ﵃، وكان لا بأس به.
*****
وفي ربيع الآخر توفى القاضي شهاب الدين أحمد بن سعيد بن السوسي المالكي المغربي قاضي قضاة المالكية بدمشق، وولى قضاء الاسكندرية، وكان من أهل العلم والفضل وجرت عليه أمور شتى، وأذهب أموالا جمة على وظيفة القضاء، وتوفى السيد الشريف أبو هاشم حمزة بن أحمد ابن علي الحسني الدمشقي الشافعي، وكان من أهل العلم والفضل.
وفيه أرسل السلطان خلعة إلى قانصوه اليحياوي باستقراره في نيابة حلب عوضا عن اينال الاشقر، وكتب إلى اينال الأشقر بالحضور إلى القاهرة على تقدمة ألف بها.
وفيه أرسل السلطان إلى يشبك البجاسي نائب حماه باستقراره في نيابة طرابلس، وقرر موضعه في نيابة حماه بلاط اليشبكي أحد مقدمي الألوف بدمشق، وقرر في تقدمة بلاط بدمشق تمراز أتابك حلب، وقرر في أتابكية حلب تغرى بردى ابن يونس، وقرر في حجوبية الحجاب بدمشق محمد بن مبارك عوضا عن بيغوت الماضي خبر موته في واقعة سوار.
وفيه قرر لاجين الظاهري في كشف الجسور بالبهنساوية.
وفيه قرر يشبك جن في كشف الجسور بالبحيرة.
وفيه توفى قانصوه الساقي التمشي الأشرفي أحد الأمراء العشراوات، وكان متمرضا من حين عاد من التجريدة.