وفي ربيع الأول أنعم السلطان على يشبك جن بتقدمة ألف، وأنعم على قانصوه الأحمدي المعرف بالخفيف بتقدمة ألف، وقرر في شادية الشربخاناه دولات باي حمام الأشرفي عوضا عن قانصوه الخفيف، وقرر في رأس النوبة الثانية برد بك المشطوب اليشبكي عوضا عن دولات باي حمام.
وفيه عمل السلطان المولد النبوي على العادة وكان حافلا.
وفيه توفى بنجاص العثماني الظاهري أحد العشراوات وكان حاجبا ثانيا.
وفيه خلع السلطان على جاني بك حبيب العلائي الاينالي، وقرره في الأمير آخورية الثانية عوضا عن يشبك جن، ودام في هذه الوظيفة عدة سنين.
وفيه توفى الشيخ نور الدين علي البطيمي الضرير، وكان من أعيان أهل العلم والفضل وكف بصره في سابع سنة من عمره بجدرى أصابه في عينه، وكان يعرف بابن شاور البرلسي ومولده سنة ست أو سبع وثمانمائة، وكان له نظم جيد.
وفيه خلع السلطان على يشبك الجمالي المحتسب وقرره في امرية سلاح بركب المحمل، وقرر في امرية أول أقبردي بن أصباي الأشرفي برسباي.
وفيه توفى مغلباي لزن سقل الظاهري الخشقدمي، وكان من أحد المقدمي الألوف بمصر ثم أخرج إلى القدس بطالا فمات به. وكان أميرا دينا خيرا ولى عدة وظائف سنية، منها شادية الشون وحسبة القاهرة، ثم بقى مقدم ألف بمصر، ثم نفى إلى القدس ومات به.
وفيه أرسل السلطان وقبض على زين الدين الاستادار وكان بطالا مقيما في داره. فلما قبض عليه أحضره بين يديه ووبخه بالكلام ثم أمر بضربه بين يديه فضرب ضربا مبرحا حتى كاد أن يهلك، ثم سجنه بالبرج الذي بالقلعة وصار يحضره بين يديه كل يوم بعد يوم ويضربه أشد الضرب، فمات وهو في البرج. فلما أعلموا السلطان بذلك لم يصدق بموته وأمر بإحضاره بين يديه وهو ميت، فكشف عن وجهه ورفسه برجله ثم أمر بحمله إلى داره ليغسلوه ويدفنوه، فحمل من القلعة إلى داره.
وكان بين السلطان وبين زين الدين الاستادار عداوة قديمة من حين كان السلطان جنديا إلى أن تسلطن، فأخذ بثأره منه وقتله، وكان يظن أن مع زين الدين الاستادار مالا فعاقبه وطلب منه من المال ما لا يقدر عليه، فمات تحت العقوبة، وكان أصل زين الدين من الأرمن، وكان اسمه يحيى ابن عبد الرزاق الأرمني، وكان يعرف بالأشقر ابن كاتب علوان، وكان يقرب لابن أبي الفرج. وقد رأى في دولة الظاهر جقمق من العز والعظمة ما لم يره أحد بعده من الاستادارية، وعظم أمره جدا، وأنشأ بالقاهرة وغيرها عدة جوامع يخطب فيها وعدة مدارس، وولى الاستادارية غير ما مرة وغيرها من الوظائف، وباشر