للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها مدة يسيرة، ووقع بينه وبين أخيه ثانيا، فعاد إلى القاهرة هو وولده، فأكرمه السلطان ورتب له ما يكفيه، وأقام بمصر حتى مات.

وفيه خلع السلطان على قراجا السيفي جاني بك نائب جدة، وقرره في نيابة جدة، عوضا عن أبي الفتح المنوفي بحكم انفصاله عنها.

وفيه خرج الحاج من القاهرة على عادته، وكان يوما مشهودا.

*****

وفي ذي القعدة تناهى أمر زيادة الطاعون، ومات فيه من الأعيان جماعة كثيرة، منهم الشيخ المسلك العارف بالله تعالى، الولي الصالح محمد بن أحمد ابن محمد التونسي الشاذلي الوفائي، المعروف بأبي المواهب رحمة الله عليه، وكان أصله مغربيا يعرف بابن رغدان. وكان عالما صوفيا محققا أخذ عن أبي السعادات بن أبي الوفاء، وألف عدة أجزاء جليلة، وكان قد جاوز الستين سنة من العمر، ودفن بتربة الشاذلية.

وتوفيت اخت السلطان، خوند جان باي الجركسية وكانت لا بأس بها.

ومات جكم المصارع الأشرفي الخاصكي وكان لا بأس به.

ومات طوغان المحمدي الأشرفي، وكان في عشر الثمانين سنة، وله اشتغال بالعلم.

ومات الشيخ عبد الكريم السيواسي الحنفي، وكان من أهل العلم والفضل.

ومات عيسى بك أخو شاه سوار، وكان مقيما بالقاهرة.

ومات كسباي بن ولي الدين الظاهري الخشقدمي، الذي كان دوادارا ثانيا في دولة الظاهر تمربغا.

ومات تمربغا كاشف الشرقية وكان من مماليك السلطان وكان أمير عشرة، فلما مات قرر عوضه علي باي الذي ولى نيابة الاسكندرية فيما بعد.

ومات كرتباي كاشف البحيرة وكان أصله من مماليك جاني بك نائب جدة، ثم ظهر أنه من قرابة السلطان.

وفيه مات الإمام العالم العلامة الشيخ سيف الدين الحنفي، وهو محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا التركي القاهري، وكان عالما فاضلا، ورعا، زاهدا، خيرا، دينا، صالحا، ماهرا في الفقه والحديث، ولى مشيخة الجامع المؤيدي، ومشيخة الخانقاه الشيخونية، وغير ذلك من التداريس. وكان متقشفا زاهدا عن أبناء الدنيا. ومولده سنة ثلاث وثمانمائة، وكان من خيار الحنفية، ولما مات رثاه الشيخ العلامة العمدة الجلال السيوطي بهذه الأبيات:

مات سيف الدين منفردا … وغدا في اللحد منغمدا

<<  <  ج: ص:  >  >>