عالم الدنيا وصالحها … لم تزل أحواله رشدا
ناصر دين النبي اذا … ما أتاه ملحد كمدا
في الذي قد كان من ورع … لم يخلف بعده أحدا
لم يكن في دينه وضر … لا ولا للكبر منه ردا
عمره أفناه في نصب … لاله العرش مجتهدا
ليت شعري من نؤمله … بعد هذا الحبر ملتحدا
ثلمة في الدين موتته … ما لها من جابر أبدا
قد روينا ذاك في خبر … وهو موصول لنا سندا
فعليه هاملات رضا … ومن الغفران سحب ندا
وبعثنا ضمن زمرته … مع أهل الصدق والشهدا
وفي ذي الحجة فحش الطاعون جدا، ومات من مماليك السلطان نحو من ألفي مملوك وزيادة، خارجا عن المماليك القراصنة، والسيفية ومات من الطواشية نحو من خمسة وعشرين نفرا، حتى قيل أن السلطان حمل بطيخة صيفية بنفسه، ودخل بها إلى الحريم، بدور الحرم، لقلة الطواشية.
وفيه توفي بلباي الأعرج، أحد العشراوات. ومات قاني بردى الأشرفي المحمدي، أحد الأمراء العشراوات، ورءوس النوب.
ومات أمير عربان هوارة، سليمان بن عيسى، وكان بالسجن.
وفيه نزل السلطان وتوجه إلى الجامع الأزهر، وكان معه كاتب السر وبعض أمراء فلما دخل الجامع الأزهر طلب قضاة القضاة، وصعد معهم إلى سطح الجامع، ورسم بهدم ما كان بسطح الجامع من الخلاوي، وحكم القاضي المالكي بهدم الجميع ثم أنه رسم بترميم ما فسد من عمارة الجامع، وصرف على ذلك نحوا من عشرة آلاف دينار. وفي ذلك اليوم تصدق على الفقراء المقيمين بالجامع بنحو من ألف دينار، ثم ركب وعاد إلى القلعة، وكان الطعن عمالا.
وفيه دخل مبشر الحاج، وأخبر بالأمن والسلامة، وأن الموت كثير بمكة المشرفة بعلة البطن. وكان قبل دخول الحاج يموت بها في كل يوم نحو من أربعين إنسانا.
وفيه مات بالطعن ابن لاجين اسماعيل، المشهور بالعلاج، بالحجارة والمقايرات.
وفيه مات بالطعن سيدي عمر بن الأمير دولات باي الدوادار المؤبدي، وكان شابا حسنا جميل الوجه بهي المنظر، بدا عذاره. وفيه يقول بعضهم: