وفي صفر خلع السلطان على شاد بك الصغير، وقرره في نيابة سيس، عوضا عن أزدمر قريب السلطان، وقدم أزدمر إلى القاهرة.
وفيه كان عقد جانم الشريفي، قريب السلطان، على خوند، ابنة العلائي، علي بن خاص بك.
وكان بجامع القلعة، وحضر القضاة الأربعة، وأرباب الدولة. وكان عقدا حافلا، وخلع فيه على قاضي القضاة، ولي الدين الأسيوطي لكونه تولي العقد. وخلع على كاتب السر ابن مزهر لكونه كان وكيلا عن جانم.
*****
وفي ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا.
وفيه عيّن السلطان وردبش الظاهري، بأن يخرج إلى اللجون، بسبب إحضار الأخشاب. وعين معه جماعة من الجند، وأمرهم بأن يدخلوا إلى قبرس، يطالبوا أصحابها بالجزية، ويتوجهوا من هناك إلى اللجون، لإحضار الأخشاب.
وفيه وقف الشهابي أحمد بن أسنبغا الطيار، إلى السلطان بقصة يشكو فيها قانصوه خمسمائة، بسبب المكان الذي أنشأه بقناطر السباع، تجاه بيت ابن أسنبغا الطيار، وذكر في القصة أن قانصوه خمسمائة قد جار عليه، وفتح من عنده بابا بغير طريق شرعي، وقطع من عنده أشجار، وقد أضر ذلك بحاله. فلما سمع السلطان ذلك وبخ قانصوه خمسمائة بالكلام، وأمره بأن يسد الباب الذي فتحه، ويرضيه في قيمة الأشجار التي قطعها من عنده وأنصف السلطان ابن أسنبغا الطيار على قانصوه، فعدّ ذلك من النوادر لكونه أنصف ابن أسنبغا إلى قانصوه، مع خصوصيته بالسلطان، ولكن كان قانصوه متعديا على ابن أسنبغا الطيار.
*****
وفي ربيع الآخر خلع السلطان علي قجماس الإسحاقي، أمير آخور كبير وقرره في أمرية الحاج، بركب المحمل، وخلع على فارس الركني، وقرره بأمرية الركب الأول.
فاستعفى فارس من ذلك فأعفاه السلطان، وقرر عوضه أقبردي الأشقر على عادته. وقيل أن فارسا استعفى بمال عن أمري الحاج.
وفيه جاءت الأخبار بأن يشبك الدوادار قبض على يونس بن عمر الهواري، وقد تتبعه إلى بلاد النوبة، وجرى معه أمور يطول شرحها. وآخر الأمر قبض عليه وقطع رأسه، وقبض على أخيه أحمد، وعلى جماعة من أقاربه، وانتصر على بني عمر نصرة عظيمة، وبعث برأس ابن عمر يونس إلى القاهرة، فطيف بها وعلقت على باب زويلة أياما.