للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يونس هذا من خيار بني عمر، وهو يونس بن اسماعيل بن يوسف أمير عربان هوارة، وكان مشهورا بالشجاعة.

وفيه كان وفاء النيل المبارك وقد وفّى في رابع مسرى، فتوجه الأتابكي أزبك وفتح السد على العادة.

ومن الحوادث الغريبة أن في ليلة الوفاء انقطع جسر أبي المنجا، وانقلب عن آخره، فحصل للبلاد التي تحته غاية الضرر، وغرق الكثير من أموال الناس والمقطعين.

ومن العجائب أن البحر لم يتأثر لقطع جسر أبي المنجا، ووفى في تلك الليلة. وزاد عن الوفاء اثنتي عشرة أصبعا. فعد ذلك من النوادر.

ثم في ثاني يوم من كسره زاد ست عشرة أصبعا، وأكمل الذراع السابعة عشرة في يومين، حتى تعجب الناس من ذلك وقد قال القائل:

أرى النيل قد وافى وزاد ولم يزل … يجود على أهل القرى بالمكارم

أفاض عليها الماء من بسط راحه … أصابعها فاقت أيادي حاتم

*****

وفي جمادي الأولى جاءت الأخبار من حماة، بأن سيف بن نعير الغاوي وقرابته قد خرجوا عن الطاعة، وأن نائب حماة تقاتل مع الغاوي فكسر نائب حماة، وقتل من عسكره ما لا يحصى. ثم خرج إليه نائب حلب وأوقع معه ففر منه، فتبعه وقد اضطربت أحوال حماة بسبب ذلك.

وفيه ثارت فتنة كبيرة بالقلعة بين المماليك الجلبان، حتى تقارعوا بالسيوف، فحنق منهم السلطان، ورمى النمجاة والترس من يده، ونزل من القلعة، وتوجه إلى نحو شطنوف.

فلما تحقق الجلبان ذلك أخذوا في أسباب تلافي خاطره، وسكن أمر الفتنة التي كانت بينهم.

ثم توجه الأتابكي أزبك، وكاتب السر إلى السلطان، وتلافوا خاطره، وتلطفوا به في عوده إلى القلعة، فما زالوا به حتى عاد إلى القلعة بعد جهد عظيم.

وفيه وصل الأمير يشبك الدوادار من جهة الصعيد، وحضر صحبته جماعة من بني عم يونس وأقاربه، وهم في الحديد، وأحضر الأمير أحمد ابن عمر الهواري أخا يونس

<<  <  ج: ص:  >  >>