للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمامة صغيرة، وهو لابس كبر أبيض. فلما وصل هناك وقعت فيه شفاعة، فعادوا به وقد أركبوه على فرس، وفرح الناس بسلامته.

*****

وفي جمادي الآخرة رسم السلطان بشنق تاج الدين بن المقسى، بعد أن عفى عنه، فتوجهوا به إلى غيط الحاجب، فشنقوه إلى جميزة هناك. وشنق معه في ذلك اليوم قاسم بن بقر أمير عربان جذام بالشرقية، وكان لهما يوم مشهود. وكان اسمه عبد الله بن نصر الله القبطي، وكان رئيسا حشما كيسا حسن الهيئة، لطيف الذات، وولي عدة وظائف سنية، منها كتابة المماليك ونظر الدولة ونظر الجيش، ونظر الخاص والاستادارية، وغير ذلك من الوظائف ومات وهو في عشر الخمسين وكثر عليه الحزن من الناس. وقاسى في أواخر عمره أهوالا وشدائد ومحنا، وضرب بالمقارع في يوم شديد البرد، وآخر عمره شنق.

وفيه كان وفاء النيل المبارك، وتوجه الأتابكي أزبك وفتح السد على العادة.

وفيه نزل السلطان في موكب وتوجه نحو قليوب، ثم طاب له رؤية البحر، فأقلع من هناك وتوجه إلى الوجه القبلي، حتى وصل إلى نحو طنبدا، ثم عاد إلى القلعة.

*****

وفي رجب جاءت الأخبار بقتل سيباي العلائي الإينالي، كاشف الوجه القبلي، قتله بعض العرب بخنجر في بطنه وهو راقد على فراشه. وكان شابا حسنا شجاعا بطلا، من خيار الإينالية. وهو الذي قطع رأس أزدمر الطويل، فكان بينه وبين قتل أزدمر الطويل شهران وبعض أيام.

وفيه جاءت الأخبار من دمشق بوفاة برهان الدين ابراهيم بن عمر بن حسن بن علي بن أبي بكر الحرباذي البقاعي الدمشقي الشافعي، وكان عالما فاضلا محدثا ماهرا في الحديث، ليس من مساويه سوى حطه على الشيخ عمر بن الفارض ورضي عنه. فلما قامت الدائرة بسبب ابن الفارض، توجه إلى دمشق فمات بها.

وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير يشبك الدوادار لما دخل إلى الشام أخذ معه نائب الشام قانصوه اليحياوي وتوجه إلى حلب، وأن قاني بك صلق توفي بحلب، وكان صحبة الأمير يشبك. وكان قاني بك صلق أصله من مماليك شادبك الجكمي، وارتقى حتى بقي أمير طبلخاناه ورأس نوبة، وكان لا بأس به، ورأى غاية العز في دولة الأشرف قايتباي.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>