للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه كان ختان أولاد الملك المؤيد أحمد ابن الأشرف إينال بثغر الإسكندرية، وكان حافلا، فأرسل يطلب علي بن رحاب المغني بسبب الزفة.

وفيه خلع السلطان على الشيخ صلاح الدين الحنفي الطرابلسي، وقرره في مشيخة المدرسة الأشرفية التي بجوار الوراقين، عوضا عن البرهان ابن الكركي بحكم اختفائه لما تغير خاطر السلطان عليه.

وفيه خلع السلطان على واحد من مماليكه يقال له "علي باي" وقرره في نيابة الإسكندرية عوضا عن جكم قرا بحكم وفاته. وكان علي باي هذا كاشف الشرقية يومئذ.

*****

وفي جمادي الأولى جاءت الأخبار بقتل سيف أمير آل فضل، الذي خرج الأمير يشبك الدوادار بسببه كما تقدم. قتله ابن عمه غسان في بعض بلاد العراق.

وفيه خرج السلطان وسافر على الهجن، ولم يعلم إلى أين يتوجه، وكثر الكلام في حقه في ذلك بسبب سفره. ثم ظهر بعد ذلك أنه سافر نحو جهات العباسة وغيرها، ثم رجع بعد أيام.

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة بوفاة الأمير خاير بك بن حديد، الذي كان أحد المقدمين بمصر، وتغير خاطر السلطان عليه، كما تقدم، فنفاه إلى الشام، فأقام بها مدة ثم نقله إلى مكة المشرفة، فمات بها. وكان أصله من مماليك الأشرف برسباي، وكان دينا خيرا عارفا بأنواع الفروسية، وله اشتغال بالعلم، وحذق جيد، وفصاحة بالعربية. مات وله من العمر زيادة عن الستين سنة، وكان من جملة الأمراء المقدمين بمصر، وهو صاحب المدرسة التي بزقاق حلب.

وفيه كانت وفاة شاعر العصر ورأس الأدباء على الإطلاق الشيخ شهاب الدين أحمد المنصوري، وهو أحمد بن محمد بن خضر بن علي السلمي المنصوري، المعروف بالهائم، القاهري … الحنبلي، وكان له شعر جيد، ونظم رقيق جدا، وفيه يقول الناصري محمد بن شادي خجا العنبري:

أخبرتنا ملوك علم القوافي … في بديع المنظوم والمنثور

ما وجدنا خليفة في المعاني … ملكا في البيان كالمنصوري

<<  <  ج: ص:  >  >>