وفيه جاءت الأخبار بأن الجام لما خرج من مصر، وتوجه إلى بلاد ابن قرمان، بعث إليه أخوه جماعة من عسكره فتحاربوا، فانكسر وفر هاربا وندم على خروجه من مصر، ولم يعلم أين يتوجه.
وفيه كان وفاء النيل المبارك، وتوجه الأتابكي أزبك وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا.
وفيه هجم اللصوص على قيسارية جركس وقتلوا البواب، وأخذوا من الدكاكين أشياء كثيرة ولم ينتطح في ذلك شاتان.
وفيه أنعم السلطان على الناصري محمد ابن الأتابكي أزبك بامرية عشرة، وأرسل إليه شاشا فلف له تخفيفة.
وفيه توفيت خوند شقرا بنت الملك الناصر فرج ابن الظاهر برقوق، زوجة الأتابكي جرباش كرت، وكانت من مشاهير الخوندات، فنزل السلطان وصلى عليها.
وفيه جاءت الأخبار بأن الجمجمة بن عثمان لما فر من عسكر أخيه، نزل في مركب في البحر الملح فخرج عليه بعض الفرنج، في مراكب، فأسروه، وقد ذهب جميع ما كان معه من مال وقماش وغيره وكان خروجه من مصر عين الغلط.
وفيه هلك بترك النصاري البعاقبة، وكان عند أهل ملته مشكورا.
*****
وفي شعبان صنع الأتابكي أزبك في الأزبكية حراقة نفط ووقدة عظيمة، وكانت ليلة مشهودة.
وفيه رسم السلطان بعمارة سور البيرة، فجاء من أحسن البناء، وأنفق عليه مالا له صورة.
وفيه جاءت الأخبار من المدينة المشرفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، بأن السلطان أنشأ هناك مدرسة، وجعل لها شبابيك مطلة على الحرم الشريف النبوي، فقامت على السلطان أسئلة بسبب ذلك، وأفتى بعض العلماء بأن ذلك لا يجوز فإن حرمة النبي ﷺ وهو ميت، كحرمته وهو حي ﷺ. وقد أجاز ذلك بعض علماء الجاه.
وفيه توفي الناصري محمد ابن الأتابكي جرباش كرت، وهو ابن خوند شقرا. فكان بينه وبيم وفاة أمه نحو من شهر، وقد مات فجأة، وقيل وقع بينه وبين سرور مشد الحوش