وفي شوال خرج الحاج من القاهرة، وأمير المحمل كان الأمير أزدمر تمساح أحد المقدمين. وبالركب الأول برسباي العلائي أحد العشراوات، وحج صحبته سيدي منصور ابن الظاهر خشقدم. وكان برسباي العلائي زوج أم سيدي منصور. وحج في السنة المذكورة أبو البقاء بن الجيعان، وصحبته جان بلاط، وماماي الخاصكيان. وقد توجه بسبب ما رتبه السلطان في المدينة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، من أمر تفرقة الدشيشة التي رتبها هناك. وحج في هذه السنة المذكورة عالم سمرقند الشيخ أبو بكر الليثي، وولده العلامة، وكانا قدما من سمرقند لأجل الحج. وحج في السنة المذكورة الشيخ عبد اللطيف شيخ ركب المغاربة، وكان قد قدم صحبة الركب من تونس يروم الحج، وكان بالركب نحو من ألف وخمسمائة إنسان من المغاربة بقصدون الحج.
وفيه رسم السلطان بنفي مثقال الطواشي، رأس نوبة السقاة، فخرج صحبة الحاج منفيا إلى مكة المشرفة، وقد بلغ السلطان عنه أنه يضرب دراهم مغشوشة، فقبض عليه، وعلى شخص من مماليك الأتابكي أزبك، يقال له تمربغا. فوجدوا في بيت مثقال آلة الضرب التي يصنعون بها الدراهم الزغل، فرام السلطان قطع أيديهما، فشفع فيهما من القطع، فنفى مثقال الساقي، وسجن تمربغا على مال، حتى مات في السجن.
وفيه مات علي بن قمتي رأس نوبة النقباء، وكان من كبار الظلمة، مات تحت العقوبة.
وكان من أعيان الناس، خدم جان بك نائب جدة لما كان دوادارا كبيرا، وخدم السلطان قايتباي لما كان رأس نوبة النوب، وخدم يشبك الدوادار، ثم تكلم في بعض جهات السلطان، فوقف عليه مال، واستمر تحت العقوبة حتى مات، وكان من الأشرار.
وفيه توفي سودون الصغير العلائي الظاهري، أحد الأمراء الطبلخانات توفي بحلب.
وكان يعرف بسودون الخازندار، وكان لا بأس به.
وفيه ضرب السلطان محمد بن العظمة، ناظر الأوقاف، بالمقارع في وسط الحوش، وكتب عليه قسامة ألا يعود قط يسعى في نظر الأوقاف، ومتى سعى فيه يكون دمه هدرا، ثم سجن بالمقشرة، وكتب من هذه القسامة أربع نسخ، وبعث إلى كل قاض نسخة منها.
وفيه توفي قرقماس بن بخشباي البواب، أحد الأمراء العشراوات، وكان موته فجأة.
وكان من خواص السلطان.
وفيه توفي أزبك أبو زيد الإينالي أحد أمراء حماه، وكان لا بأس به.