للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه ثار جماعة من المماليك الجلبان، وتوجهوا إلى بيت البدري بدر الدين ابن مزهر المحتسب، وقصدوا حرق بيته فاختفى، وذلك بسبب تسعير البضائع من اللحم والخبز والجبن وغير ذلك، وثم توجهوا إلى الشون وكسروا أبوابها، ونهبوا ما فيها من القمح والشعير، وفعلوا ذلك بشون السلطان والأمراء وكانت فتنة مهولة. فلما بلغ السلطان بنفسه بعد العصر، وتوجه إلى بولاق. فلما رأوه فروا من وجهه، ثم أتوا إلى دار الصاحب قانم، فنهبوا كل ما فيها. فلما أصبحوا لم ينتهوا عما هم عليه، ولم يطلع أحد من المباشرين إلى القلعة. ثم أن القاضي كاتب السر ترامي على السلطان، وقبل رجله ثلاث مرات، بأن يعفي ولده بدر الدين من الحسبة، فما أجاب إلا بعد جهد جهيد.

وفيه توفي الكاتب المجيد الزيني خطاب بن عمر ابن خطاب الأزهري الشافعي، وكان فاضلا وله اشتغال بالعلم، وكتب المنسوب من الخط الجيد، وكان له في ذلك دعاوى عريضة جدا. وفيه يقول الشهاب المنصوري:

بذي التهذيب خطاب تسامت … صحائف زانها خطا وضبطا

فلو نطق الطروس لفضلته … وقالت أجود الكتاب خطا (١)

وفيه وصل قيت الساقي الخاصكي، الذي كان قد توجه إلى يعقوب بن حسن الطويل، فعاد معه مكاتبة بإظهار التودد وصدق المحبة للسلطان.

وفيه توفيت خوند آسية بنت المؤيد شيخ، وهي والدة سيدي يحيى بن يشبك الفقيه، الذي كان دوادار كبيرا. وكان حصل لها تأسف على ولدها يحيى لما مات فكف بصرها في أواخر عمرها. ومولدها سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وكانت آخر من توفي من أولاد الملك المؤيد شيخ.

*****

وفي ذي القعدة ظهر برهان الدين بن الكركي أمام السلطان، وكان مختفيا من حين تغير خاطر السلطان عليه، فشفع فيه بعض الأمراء حتى ظهر وقابل السلطان، ونزل إلى داره بطالا.


(١) - خطاب هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>