وفيه خلع السلطان على أقبردي الدوادار وقرره في الوزارة، وكان متكلما فيها بغير تقرير. وقرر موفق الدين بن القمص الأسلمي في نظر الدولة، عوضا عن قاسم شغيتة، بحكم صرفه عن الوزارة ونظر الدولة، فوكل به، وأقام في الترسيم حتى بعمل الحساب.
وفيه خلع السلطان على كسباي الشريفي، وقرره في الحسبة عوضا عن البدري ابن مزهر بحكم استعفائه.
وفيه رسم السلطان بتوسيط عبد العزيز المعروف بعزوز، من أولاد بني عمر أمير عربان هوارة، ووسط معه جماعة من أقاربه، وهم يعقوب ابن سليمان، وموسى بن عبد الله وموسى بن أبي لاسون، وعلي أخو عزوز، ومحمد بن بشارة، فكانت آجالهم متقاربة من بعضها.
وفيه بلغ سعر الأرز إلى ستة أشرفية كل أردب ولا يوجد. ثم عز جدا حتى تناهى سعره إلى اثني عشر دينارا كل أردب، حتى عد ذلك من النوادر.
وفيه رسم السلطان بتوسيط شخص من كبار المفسدين، يقال له أحمد الدنف، وله حكايات في فن السرقة يطول شرحها.
وفيه حضر جماعة من الجند ممن كان مسافرا في التجريدة، وقد حضروا من غير إذن من السلطان وقصدوا الإخراق بالأتابكي أزبك باش العسكر، وهو بحلب، فقال لهم:"الذي يقصد بالرواح إلى مصر يروح ويقابل أستاذه". فساروا في الدس ثم قويت الإشاعات بوقوع فتنة كبيرة، وصار جماعة من المماليك الجلبان يقفون للأمراء بالسلم المدرج ويقولون لهم:"قولوا للسلطان ينفق علينا وإلا يقع منا فتنة كبيرة". وصاروا يغلظون عليهم في القول، وصار القال والقيل عمالا كل يوم بينهم وبين الأمراء، والإشاعات قائمة بوقوع فتنة، وقصدوا الإخراق بالأمير أقبردي الدوادار غير ما مرة، حتى امتنع أياما من طلوع القلعة.
وفيه قرر في قضاء الحنفية بدمشق، القاضي زين الدين عبد الرحمن الحسباني، عوضا عن عماد الدين اسماعيل الناصري بحكم صرفه عنها.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة قاضي مكة المشرفة، البرهان بن ظهيرة الشافعي. وهو ابراهيم بن علي ابن محمد بن حسين بن علي بن أحمد. وكان عالما فاضلا بارعا في العلوم رئيسا حشما، انتهت إليه رياسة مكة المشرفة، وكان المرجع إليه بها. ولما مات قرر في قضاء الشافعية بمكة المشرفة ولده أبو السعود عوضا عنه.