للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه رسم السلطان بفك قيد أحمد بن هرسك الذي قد أسر، وكذلك فك قيود من أسر من عسكر ابن عثمان. وأخذوا في أسباب تجهيزهم إلى بلادهم، وقد أشيع أمر الصلح بين السلطان وابن عثمان.

وفيه اشتد أمر الغلاء جدا حتى بيع القمح كل أردب بستة أشرفية، وبيعت البطة الدقيق بأربعمائة وخمسين درهما، وبيع خبز الذرة … ولم يظهر خبز الذرة فيما تقدم من الغلوات المشهورة حتى صنف العوام رقصة وهم يقولون:

زويجي دي المسخرة … يطعمني خبز الذرة

وصار يموت الكثير من الفقراء على الطرقات من شدة الجوع. ثم أن السلطان فتح عدة شون وباع منها القمح على حكم خمسة أشرفية كل أردب، وصار المحتسب يضرب الكثير من السوقة على عدم بيع الخبز وإظهاره على الدكاكين.

وفيه أنعم السلطان على مملوكه قيت الساقي بأمرية عشرة، وكذلك مغلباي البجمقدار، وقرر قيت الرحبي بجمقدار عوضا عن مغلباي.

وفيه حضرت جثة الملك المنصور عثمان من ثغر دمياط ودفن على أبيه الظاهر جقمق بتربة قاني باي الجركسي.

وفيه قدم إينال الخسيف نائب صفد أحد مماليك السلطان، فلما حضر أرسل السلطان خلعة وتقليدا إلى يلباي حاجب دمشق وقرره في نيابة صفد عوضا عن إينال، الخسيف، ثم بعد مدة قرر إينال الخسيف في حجوبية دمشق عوضا عن يلباي بحكم انتقاله إلى نيابة صفد.

وفيه توفي الشيخ شمس الدين محمد بن سوله الفارسكوري، وكان من أعيان الشافعية من أهل العلم والفضل وكان لا بأس به.

وفيه توفي المنشد المطرب الواعظ المادح شمس الدين محمد بن حلة، وكان من مشاهير الوعاظ وله نظم جيد، ومولده قبل العشرين والثمانمائة.

وفيه انحل سعر القمح وبيع الأردب القمح بأربعة دنانير بعد ستة أشرفية بواسطة كثرة جلب الذرة، وقد حصل للناس به غاية الرفق.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>