للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صفر خسف جرم القمر وأظلم الجو ودام في الخسوف نحوا من خمسين درجة، فلهج الناس بأن زوال السلطان قد قرب … وما كان شيء مما لهجوا به، وأقام السلطان بعد ذلك مدة طويلة، فكان كما قيل في المعنى:

لا تفعل الشمس شيئا ولا القمر … وعن خسوفهما لا يصدر الكدر

وفيه توفي الشيخ نظام الدين محمد بن الحيبغا الحنفي التركي، وكان عالما فاضلا من أعيان الناس، وكان رئيسا حشما وجيها عند الناس، في سعة من المعيشة، وفيه يقول المنصوري:

سبحان من من بحسن الكلام … على نظام الدين دون الأنام

فلفظ أهل العلم در، ولا … يزين ذاك الدر إلا بالنظام

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة بوفاة الأمير قانصوه السيفي الأحمدي الإينالي الذي كان أحد المقدمين، ونفي إلى دمياط، ثم نقل إلى مكة المشرفة المشرفة فمات بها، وجرى عليه شدائد ومحن، وكان من أعيان طائفة الإينالية، وهو الذي تعصب للأشرف قايتباي حتى تسلطن فما ناله منه خير كما يقال:

رب من ترجو به دفع الأذى … سوف يأتيك الإذى من قبله

وقيل أنه كان يقول في مجالس بسطه: "لولا أنا ما فرح قايتباي بالسلطنة قط". .. فلما سمع السلطان قايتباي ذلك جرى على قانصوه ما لا خير فيه. وكان يطلق لسانه في حق الأمير بما لا يليق، فحقد عليه السلطان بسبب ذلك كما قيل في المعنى:

وقد يرجى لجرح السيف برء … ولا برء لما جرح اللسان

*****

وفي ربيع الأول توفي الأمير ملاج اليوسفي نائب القلعة، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان دينا خيرا رئيسا حشما عاقلا عارفا بفنون الفروسية، وكان لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>