للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه تعدى شخص من العوانية واحتكر بيع الملح وضمنه بمكس - ولم يكن يعهد ذلك من قبل - فلما جرى ذلك نشفت الملاحة في تلك السنة حتى عز وجود الملح جدا.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا على العادة.

*****

وفي ربيع الأول توفي الشيخ الصالح المعتقد سيدي عبد العظيم السدار، الذي كان يبيع السدر والحناء عند الغرابليين، وكان للناس فيه اعتقاد زائد. وهو عبد العظيم بن ناصر الدين بن خلف المصري، ومولده بعد العشرين والثمانمائة.

وفيه توفي الشيخ محي الدين عبد القادر الفرضي، وكان علامة في الفرائض. وهو عبد القادر بن علي بن شعبان القاهري الحنفي، وكان إمام جامع أصلان.

*****

وفي جمادي الأولى توفي الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر البلقيني الشافعي، وكان فاضلا ناب في الحكم، وكان محمود السيرة.

وفيه جاءت الأخبار من عند الأمير أقبردى الدوادار بأنه قد انتصر على العرب الأحامدة، وكان توجه إلى بلاد الوجه القبلي بسبب ذلك فقتل منهم ما لا يحصى، وأسر نساءهم وأولادهم وبعث بهم إلى مصر وباعوهم كما يباع الرقيق من الزنج. ووقع لأقبردى مع الأحامدة أمور غريبة يطول شرحها، عذب جماعة منهم بالدفن في التراب وهم أحياء، ونوع لهم العذاب تنويعا، وقد طهر بلاد الصعيد منهم، وكانوا أظهروا الفساد بها جدا.

وفيه توفي القاضي سراج الدين عمر بن حريز المالكي. وهو عمر بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن محرز، الهاشمي القرشي العلوي الحسني المنفلوطي المالكي. وكان عالما فاضلا دينا خيرا، وتولى قضاء المالكية بعد أخيه حسام الدين، وجرى عليه شدائد ومحن، وعزل عن القضاء ودام معزولا حتى مات.

وفيه افتتنت طائفتان من الزعر ووقع بينهم أمور وشدائد يطول شرحها، وصار يقتل بعضهم بعضا جهارا حتى أعيا الوالي أمرهم.

*****

وفي جمادي الآخرة توفي برد بك طرخان الظاهري جقمق. وكان إنسانا حسنا لا بأس به، وكان بيده أمرية عشرة يأكلها وهو طرخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>