للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قناطر بني منجا، فخرج البدري حسن بن الطولوني ومعه جماعة من البنائين والمهندسين بسبب العمارة، وصرف على ذلك نحوا من سبعة آلاف دينار. وكانت هذه القناطر قد تشعثت وآلت إلى السقوط، فتدارك السلطان ذلك، وجاءت من أحسن البناء.

وفيه توفيت ست الخلفاء بنت الخليفة المستنجد بالله سيدي يوسف، وكانت بارعة في الحسن، فكثر عليها الحزن والأسف من الناس. وكانت أمها بنت قاضي القضاة البلقيني. وكان عقد لها على الأمير خشكلدي البيسقي ثم فسخ العقد قبل الدخول، ثم تزوج بها كاتب السر ابن مزهر، ثم تزوجت بالقاضي قطب الدين الخيضري، ثم تزوجت بعده بالسيد الشريف إسحاق البرديني وماتت تحته، وكان مولدها سنة ستين وثمانمائة.

وفيه، في يوم الجمعة، كان عقد قانصوه خمسمائة على بنت الأتابكي أزبك من خوند بنت الظاهر جقمق، عقد بجامع القلعة، وحضر القضاة الأربعة وأعيان الناس. وكان عقدا حافلا، وأحضر السلطان عدة زبادي صيني فيها سكر ومشنات فاكهة فرقت في القلعة، فكان كما قيل:

على أيمن الساعات عقد مبارك … بهى كما شاء الإله وأظهرا

سنى المعالي يسرت حركاته … إذا الله سنى عقد أمر تيسرا

وفيه جاءت الأخبار بأن جانم الأجرود الإينالي كاشف منفلوط قد فر إلى بلاد النوبة، وكان السلطان أرسل بالقبض عليه ففر من الخوف على نفسه، وأقام مدة وهو هارب حتى بعث السلطان له بالأمان.

*****

وفي رجب لما صعد القضاة للتهنئة بالشهر أمر السلطان بالقبض على جماعة القاضي الشافعي زين الدين زكريا، فقبض على علاء الدين الحنفي النقيب، وعلى أمين الحكم الصابوني، وعلى جماعة من الجباة، ووكل بهم لعمل الحساب لأجل أوقاف الشافعية التي تحت نظر قاضي القضاة الشافعي، فاستمروا من ثلاث سنين والسلطان يتغافل عنهم.

وفيه خلع السلطان على القاضي نور الدين الحساوي، وأعاده إلى قضائه بحلب عوضا عن ابن الشحنة أبي البقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>