وفيه خرج الحاج من القاهرة وكان أمير ركب المحمل جان بلاط الخاصكي أحد الدوادارية، وبالركب الأول كرتباي الكاشف. وحج في تلك السنة داود بن عمر أمير عربان هوارة.
وفيه توفيت دولات باي الجركسية سرية الظاهر جقمق، وهي زوجة برقوق نائب الشام. وكانت دينة خيرة لا بأس بها.
وفيه أرسل السلطان خلعة إلى أينال الخسيف باستقراره في نيابة حماة وقد سعى له أزبك الأمير الكبير ذي ذلك.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة قائم دهيشة بن أزدمر الأشرفي الخاصكي الساقي أحد خواص السلطان. خرج إلى دمشق في بعض مهمات السلطان بدمشق فمات بها وكان شابا جميل الصورة حسن الشكل لا بأس به.
وفيه أعيد زين الدين الحسباني إلى قضاء الحنفية بدمشق وصرف عنها مجد الدين الناصري وسجن بقلعة دمشق.
وفيه توفي الناصري محمد بن محمد بن سلامش ابن الملك الظاهر بيبرس البندقداري وكان رئيسا حشما من مشاهير أولاد الأسياد.
*****
وفي ذي القعدة توفي القاضي خير الدين الشنشي محمد بن عمر بن محمد بن حسن بن موسى القاهري الحنفي، وكان من أعيان نواب الحنفية، وكان عالما فاضلا عارفا رئيسا حشما وترشح أمره لأن يلي قضاء الحنفية بمصر، ولم يل ذلك وما تم له. ومولده سنة أربعين وثمانمائة.
وفيه قرر شخص يقال له محب الدين، وكان أصله من الأقباط، فقرر في نظر الجيش بدمشق عوضا عن السيد الشريف موفق الدين بحكم صرفه عنها. فعيب ذلك على السلطان، واتفق أن محب الدين المذكور لما دخل إلى الشام أقام بها أياما ومرض ومات.
وكان قد جد في السعي على الشريف موفق الدين وأورد مالا له صورة.
وفيه ضرب السلطان شخصا من نواب الحنفية يقال له شهاب الدين بن القصيف، ورسم بنفيه إلى ألواح، فشفع فيه وكتب عليه قسامة بأنه لا ينوب في الحكم قط ولا يسعى في ذلك بل ولا يشهد في شيء من الأمور الشرعية لأمر أوجب ذلك.
وفيه أحضرت جثة دولات باي الحسني رأس نوبة ثاني من أدنة ودفنت بمصر في تربته.