للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك نحوا من أربع وخمسين سنة ومات وهو في عشر التسعين سنة. ومما مدحه به بعض شعراء الغرب:

بقيت ولا أبقى لك الدهر حاسدا … فإنك في هذا الزمان فريد

علاك سوار، والممالك معصم … وجودك طوق، والبرية جيد

ولما توفي تولى بعده ولد ولده يحيى المعروف بالحفيد فلم تطل أيام مدته، وقتل واستطال عليه أعمامه.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة سيباي بن تاني باي الطيوري الظاهري نائب حماة وكان لا بأس به.

وفيه ورد الخبر من أزبك الأمير الكبير بأنه في ثامن رمضان وقعت معركة عظيمة بين عسكر مصر وعسكر ابن عثمان فقتل من الفريقين ما لا يحصى، وكان ممن قتل من أمراء مصر دولات باي الحسني رأس نوبة ثاني أصيب بمدفع، وقتل من مماليك السلطان عدة وافرة ومن العسكر العثماني أكثر. وقد هزموا العثمانية وغنم منهم عسكر مصر أشياء كثيرة من خيول وسلاح وغير ذلك، فلما سمع السلطان بهذا الخبر أمر بدق البشائر بالقلعة سبعة أيام.

*****

وفي شوال وصل مغلباي البجقمدار أحد الأمراء العشراوات من مماليك السلطان وصحبته عدة رءوس قطعت من عسكر ابن عثمان وكانت نحوا من مائتي رأس، فشق مغلباي من القاهرة وقدامه تلك الرءوس وهي على الرماح، وكان له يوم مشهود. فخلع عليه السلطان ونزل في موكب حافل، ثم أخبر بوفاة مغلباي الفهلوان المحمدي الأشرفي الأينالي أحد الأمراء العشراوات رءوس النوب، وكانت وفاته بحلب، وكان عارفا بفن الصراع علامة فيه.

وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر العثماني بعد ما حصلت له هذه الكسرة عاد أيضا إلى أدنة، وأن العسكر المصري شرع في حصارهم بها، وقد تمادى الأمر في ذلك حتى أخذت بعض مضي ثلاثة أشهر، وقتل في مدة هذه المحاصرة من الفريقين ما لا يحصى، وآل الأمر إلى أخذها بالأمان، وجرى في ذلك أمور يطول شرحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>