وفيه تغير خاطر السلطان علي دقاق نائب القدس الشريف، وفخر الدين بن نسيبة من أعيان بيت المقدس، فرسم باحضارهما، فلما حضرا أمر بضربهما، فلما ضربا بين يديه أمر بنفي ابن نسيبة إلى ألواح حتى شفع فيه.
*****
وفي رمضان قبض الوالي على جماعة من المماليك الأروام وجدهم يشربون الخمر في رمضان نهارا فضربهم، وأشهرهم بالقاهرة وسجنهم.
وفيه أخبرني من أثق به، أنه رأى بأسوان شخصا أسمر اللون وله عين واحدة في جبهته، وله أنف نابت في وجهه تحت تلك العين، وبين أنفه وفمه نحو من أربع أصابع، فكان من جملة الأعاجيب.
وفيه ظهرت في القاهرة امرأة ولها ثلاثة أبزاز، أحدها تحت أبطها.
وفيه في رابع مسري كان وفاء النيل المبارك ونزل أزدمر تمساح وفتح السد على العادة، وكان الوفاء في عاشر شهر رمضان. ومن النوادر أنه زاد في اليوم الثالث من مسرى ثلاثة وثلاثين أصبعا في دفعة واحدة.
وفيه توفي برهان الدين التتائي أخو شرف الدين الأنصاري، وهو أبراهيم بن علي بن سليمان التتائي الأنصاري المالكي، وكان رئيسا حشما وله اشتغال بالعلم. ومولده سنة عشرين وثمانمائة.
وفيه حضر هجان وأخبر بأن العسكر على حصار قلعة كوارة، ومات في مدة المحاصرة قانصوه بن فارس المعروف بقرا وهو من مماليك السلطان، وكان من الأمراء العشراوات، ثم أخذت هذه القلعة فيما بعد وهدمت إلى الأرض.
*****
وفي شوال كان الموكب السلطاني في يوم عيد الفطر بالحوش على العادة التي استجدها السلطان في غيبة الأمراء، فلم يحضر في موكب العيد سوى الأمير أزدمر تمساح، وكان أقبردي الدوادار مسافرا إلى جهة البحيرة بسبب فساد العربان، فجلس السلطان بالحوش على الدكة، وخلع على المباشرين وأرباب الدولة وانفض الموكب سريعا.
وفيه تزايد شر العبيد حتى خرجوا في ذلك عن الحد وصار يقتل بعضهم بعضا حتى أعيا الوالي أمرهم وصاروا طائفتين، طائفة تعادى طائفة.