وفيه كانت وفاة الزيني خضر بن سنان النوروزي الجركسي وكان رئيسا حشما من أعيان الناس وله اشتغال بالعلم على مذهب أبي حنيفة ﵁ ورحمه. وكان في سعة من المعيشة، ومات وهو في عشر الستين.
وفيه خسف القمر ودام في الخسوف نحوا من أربعين درجة حتى انجلى.
وفيه عين السلطان جماعة من الجند إلى مكة وجعل عليها باش أقبردي تمساح الظاهري أحد الأمراء العشراوات، وعين الطواشي إياس الشامي في مشيخة الحرم النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.
وفيه ثار مماليك أقبردي الدوادار عليه، وحاصروه وهو في داره، وطلبوا منه زيادة في جوامكهم. فبعث إليه السلطان بالوالي فقبض على جماعة منهم وضربهم بالمقارع وقطع أيدي جماعة منهم وفر الباقون إلى الجامع الأزهر، وأقاموا به أياما، ثم آل الأمر إلى أن نفى طائفة منهم إلى جهة فوص وطائفة إلى البلاد الشامية، فسكن الحال قليلا.
وفيه وصل هجان من عند العسكر، وأخبر بأن العسكر قصد التوجه إلى بلاد ابن عثمان وقد أرسلوا ماماي الخاصكي رسولا إلى ابن عثمان، فلما أبطأ عليهم خبره زحف العسكر المصري على أطراف بلاد ابن عثمان ووصلوا إلى قيسارية، وفتكوا بها ونهبوا عدة من ضياعها وأحرقوها، ثم فعلوا مثل ذلك بعدة أماكن من بلاد ابن عثمان وانقسموا فرقتين، فرقة إلى ماوندة وفرقة مقيمة بكولك ينتظرون ما يكون من هذا الأمر، ثم حضر جان بلاط الغوري أحد مماليك السلطان وكان من الأمراء العشراوات يومئذ وأخبر بأن العسكر في قلق زائد بسبب الذي هناك، وأن العليق ما يوجد، وأنهم قد عولوا على المجيء إلى مصر، فما سر السلطان ذلك.
*****
وفي شعبان رفعت امرأة قصة للسلطان تشكو فيها من بدر الدين بن القرافي أحد نواب المالكية، فأمر السلطان بإحضاره فلما حضر ضربه بين يديه ضربا مؤلما، وآل أمره إلى أن غرم في هذه الكائنة مالا له صورة بعد عقد مجلس بينه وبين المرأة التي رافعت فيه.
وفيه كانت البشارة بالنيل المبارك وجاءت القاعدة سبعة أذرع إلا ثماني أصابع.
وفيه قرر شهاب الدين بن الصيرفي في تدريس الشافعية بالخانقاه الشيخونية عوضا عن جلال الدين ابن اللبانة بحكم نزوله عنها، ولم ينزل أحد عن هذه الوظيفة قبل اليوم قط إلا أن تخرج عنه بحكم وفاته.