للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جمادى الأولى خلع السلطان علي تاني بك الجمالي وقرره في امرية مجلس عوضا عن برسباي قرا المحمدي بحكم وفاته في حلب. وكانت امرية مجلس شاغرة مدة طويلة. وكان تاني بك الجمالي متكلما فيها بغير تقرير.

وفيه انتهت عمارة ابن الجيعان أبو البقاء من تجديد ما عمره في الزاوية الحمراء التي عند قناطر الأوز، وصارت من جملة متفرجات القاهرة. وفي ذلك يقول بعض الشعراء:

عجبت لجامع قد زاد حسنا … وأبدع في التزخرف والبناء

به الأنهار تجري في جنان … وقصر شاهق لأبي البقاء

وصنع هناك جامعا بخطبة وجاء من أحسن البناء.

وفيه انفصل علي باي عن نيابة ثغر الإسكندرية وأتى إلى مصر معزولا.

وفيه قدم اقبردي الدوادار وكان مسافرا إلى جهة نابلس فأهلك الحرث والنسل في هذه السفرة وحضر صحبته أركماس بن ولي الدين دوادار السلطان بدمشق، وقد كثرت فيه الشكاوى فاستجار بالأمير أقبردي وحضر صحبته.

وفيه جاءت الأخبار من بلاد الكرك بأنه ظهر بها في قبيلة بني لام رجل من بني آدم ذقنه قدر غربال القمح، وكان يأكل اللحم التي بعظمه، ويأكل الجيف من على الكيمان، وربما افترس من بني آدم جماعة، وكان يفترس البقر والغنم، وكانوا يخرجون إليه جماعة من بني لام ويرمونه بالنشاب، فلا يؤثر ذلك فيه ولو ضربوه بالسيوف وكان إذا صرخ تسقط منه الحوامل. فلما قوى تسلطه على ذلك المكان رحل عنه بنو لام وتركوه له. وقد أعيان الناس أمره … وهذه الواقعة مشهورة بين الناس، وقد وصل مطالعة إلى السلطان بمعنى ذلك.

وفيه أرسل السلطان مراسيم إلى نائب الشام بأن يجمع أعيان التجار بها ومساتير الناس، ويفرض عليهم الأموال الجزيلة كل واحد على قدر مقامه مساعدة للسلطان على خروج التجريدة، كما فعل بمصر. وكتب بمعنى ذلك مراسيم إلى الإسكندرية ودمياط.

وأشيع بين الناس أن السلطان يخرج هذه المرة بنفسه. وقد قويت الإشاعات بذلك.

*****

وفي جمادي الآخرة وقعت بالقاهرة زلزلة خفيفة وماجت الناس، ثم سكنت بعد أن ماجت منها الأرض بعد المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>