أهلها. وقيل أحصي من مات في هذا الطاعون بمصر، وورد اسمه لديوان المواريث خارجا عن الغرباء ومن لم يرد اسمه إلى الديوان، فكانوا زيادة عن مائتي ألف، فمن ذلك بنات بكر اثنا عشر ألف بنت من مصر والقاهرة والضواحي. وقد قال القائل في المعنى:
زالت محاسن مصر في … عيني من هم ودهش
كادت بنو نعش بها … أن يلحقوا ببنات نعش
وقال الشيخ بدر الدين الزيتوني العوفي هذا الزجل يرثي به أهل مصر لما وقع الطاعون بها وهو:
وحد ومن قد حكم بالموت … ونفد حكمه بما بختار
واحتجب عن العيون سبحان … جل من لا تدركو الأبصار
***
بالممات رب البشر لما … قد حكم في الكاينات بأجمع
اختفوا في ذا الوجود وأضحوا … ما لهم من ذا القضا مدفع
جا أخذ منهم ملاح كانوا … شبه أقمار البدور طلع
***
فاندبوا يا أهل الحمى وابكوا … واجعلوا دمع العيون مدرار
واحزنوا على الذين ماتوا … واختفوا عن أعين النظار
***
كنت أجد أقمار بدور طلع … وشموس تشرق على الأطلال
حسنهم سما وقد كانوا … في هنا بالجاه وكنز المال
جا الممات سرعه وعاندهم … اختفوا حين عاينوا الأهوال
***
وبقوا تحت الثرى غياب … بعد ما كانوا يروا أجهار
يا أسف قلبي وطول حزني … عني قد غابت شموس وأقمار
***
حين أتى كأس الممات للناس … وبقي ما بينهم دابر
وسقاهم في المقام شربه … حتى صار في سرهم ساير
أصبحوا في حضرتو غياب … بعد ما كان كل أحد حاضر
***
سكروا في حضرة الساقي … لما كاس الموت عليهم دار
وبقوا ندمان وقد غابوا … من شراب ما هو خمر خمار
***