للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه قرر برد بك الطويل في دوادارية السلطان بدمشق، وقرر برسباي الصغير في الحجوبية الثانية.

وفيه توفي القاضي محيي الدين بن مظفر، وهو عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي بن مظفر أحد نواب الحكم الشافعي وكان عالما فاضلا رئيسا حشما محمود السيرة في قضائه وكان لا بأس به.

وفيه توفي الشيخ الصالح سيدي علي الجبرتي، مقيماف بالجامع الأزهر، مات فجأة وهو بالحمام وكان رجلا مباركا.

*****

وفي جمادى الآخرة كان الحريق المهول بالقلعة في حواصل السلطان التي عند قاعة البحرة، وكان فيها خيام كثيرة فاحترق غالبها، ولعبت فيها النار ولم يسلم منها شيء سوى خيمة المولد الشريف فقط، فقومت الخيام التي احترقت فكانت نحوا من مائتي ألف دينار، وقيل بل أكثر من ذلك، ولم يعلم سبب وقوع النار هناك، فقام السلطان بنفسه وبقي يطفيء الحريق مع المماليك، فأقامت النار تعمل هناك ثلاثة أيام، فلما طلع النهار صعد الأمراء إلى القلعة وصاروا يسلمون على السلطان بسبب ذلك الحريق، وقد تأثر السلطان لذلك، وشق عليه حرق تلك الخيام، وشرع كل من طلع إليه من الأمراء يشكو له بأنه لم يبق عنده من الخيام شيء. فصارت الأمراء كل من كان عنده شيء من الخيام الجدد يقدمه للسلطان، ففعل ذلك الكثير من الأمراء والمباشرين، ثم أشيع بعد ذلك أن النار كانت من مطبخ بيت الخليفة، وكان الخليفة ساكنا بالقلعة داخل الحوش بجوار قاعة البحرة، فعند ذلك رسم السلطان للخليفة بأن ينزل من القلعة ويسكن بالمدينة. وما حصل للخليفة خير بسبب ذلك، ونزل هو وعياله من القلعة وسكن بالقاعة التي بطريق السيدة نفيسة ورحمها. وكانت إشاعة النار بأنها من مطبخ الخليفة باطلة ليس لها صحة، وإنما ذلك كلام الأعداء في حق الخليفة.

وفيه خسف جرم القمر خسوفا تاما حتى أظلمت الدنيا وأقام في الخسوف نحوا من ثلاثين درجة.

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة بأنه وقع الغلاء المهول حتى مات من أهلها نحو من ألفين وخمسمائة إنسان من شدة الجوع، وأكلوا الجيف والميتات.

وفيه أمر أزبك الأمير الكبير بتجديد عمارة المدرسة المنصورية التي بدهليز البيمارستان وعمل على الفسقية التي بها قبة، وجدد بها منبرا، وأقام بها خطبة ولم يعهد

<<  <  ج: ص:  >  >>