للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل ذلك أن أحدا من الأتابكية قبله أقام بها خطبة، فعد ذلك من النوادر. ولقد رام الأتابكي أيتمش البجاسي في دولة الناصر فرج بن برقوق في سنة اثنتين وثمانمائة أن يفعل ذلك فتعذر عليه وأفتاه بعض العلماء بأنه لا يجوز له ذلك وأن فيه مخالفة لشرط الواقف. فرجع عن ذلك فلما تولى الأتابكية تمراز الشمسي بعد أزبك أبطل الخطبة منها. فلما قتل تمراز وأعيد أزبك إلى الأتابكية ثانيا أعاد بها الخطبة، واستمرت إلى الآن.

وفيه ثارت ريح مزعجة حتى ارتاع الناس منها، فلما أصبح الناس اجتاز بعض الناس بالكيمان التي خلف المجراة فرأى في الأرض أثر قدم إنسان فكان طوله فوق الذراع، وقد أثر ذلك في التراب خلف المجراة، فأشيع ذلك بين الناس ولا يعلم ما سبب ذلك.

*****

وفي رجب كانت وفاة الشيخ صلاح الدين الطرابلسي، وهو محمد بن محمد بن يوسف الحنفي، وكان عالما فاضلا مفتيا بارعا في مذهبه، وتولى عدة مدارس، ثم تولى مشيخة المدرسة الأشرفية التي تجاه سوق الوراقين، ومات وهو في عشر الستين، وكان لا بأس به.

وفيه قدم شخص من ماردين يقال له نور على وقد فر من رسم صاحب العراقين لذنب أوجب ذلك، فانتمى إلى سلطان مصر، فلما حضر أكرمه السلطان ورتب له ما يكفيه.

وأقام بمصر مدة طويلة حتى توفي الأشرف قايتباي ففر إلى بلاده.

وفيه توفي يشبك قرقماس الحسيني الأشرفي برسباي أحد الأمراء العشراوات وكان لا بأس به.

*****

وفي شعبان أعيدت مشيخة المدرسة الأشرفية لبرهان الدين الكركي الإمام عوضا عن الصلاح الطرابلسي بحكم وفاته.

وفيه كانت وليمة عرس الأمير جان بلاط على ابنة القاضي كاتب السر ابن مزهر، وهي أخت البدري كاتب السر ابن مزهر وكان مهما حافلا.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب تونس ومدينة إفريقية وهو زكريا بن يحيى بن محمد بن عثمان بن محمد بن أبي فارس الحفصي، مات بالطاعون، فلما توفي قرر ولده عمر في مملكة إفريقية عوضا عن أبيه زكريا.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>