وفي رمضان رخص سعر البطيخ العبدلي حتى بيع كل حمل بنصفين فضة، ولولا المكس لبيع كل حمل بأقل من ذلك، وبيع في الحوانيت كل قنطار بنصفين فضة.
وفيه كانت وفاة العلائي علي بن خاص بك صهر السلطان، وهو علي بن خليل بن حسن خاص بك التركي الأصل، وكان رئيسا حشما دينا خيرا من أعيان أولاد الناس، وقد كبر سنه وشاخ، ومولده قبل الثلاثين والثمانمائة، وكانت جنازته حافلة وأخرج بكفارة، ونزل السلطان وصلى عليه في سبيل المؤمنين، ومشت قدامه او مراء للتربة، وكان له اشتغال بالعلم وكان ينظم الشعر وله شعر جيد فمن ذلك قوله في مؤذن:
ومؤذن في حسنه … أنا مغرم لا أصبر
لما طلبت وصاله … أضحى علي يكبر
وفيه أنعم السلطان بامرية عشرة على جماعة من الخاصكية، منهم طوغان باي الثور وتمر القصير الذي بقي زردكاش، ثم بقي مقدم ألف، وقايتباي الأشقر، وآخرون.
*****
وفي شوال كان عيد الفطر يوم الجمعة، ولهج غالب الناس بزوال السلطان عن قريب، وما ذاك إلا أن العيد كان يوم الجمعة ويخطب في ذلك اليوم خطبتان، ويدعى للسلطان في ذلك اليوم مرتين، فلهج الناس بأن فيه كمال سعد السلطان، وهو وجه العلة في هذه المسألة وقد جاء في أيام الأشرف قايتباي خمسة أعياد بالجمعة ولم يضره ذلك. ومكث هذه المدة الطويلة ولم يؤثر فيه ذلك شيئا. فمن ذلك كان عيد الفطر بالجمعة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، وعيد فطر بالجمعة أيضا سنة ست وثمانين وثمانمائة، وعيد نحر بالجمعة سنة ثمان وثمانين وثمانمائة، وعيد نحر بالجمعة سنة ست وتسعين وثمانمائة، فهذه خمسة أعياد قد مرت عليه وهي الجمعة وهو ثابت في مملكته لم يتزحزح عن ملكه منذ ثلاثين سنة إلا أياما وأشهرا، فكان كما يقال:
لا ترقب النجم في أمر تحاوله … فالله يفعل … لا جدي ولا حمل
مع السعادة ما للنجم من أثر … فلا يضرك مريخ ولا زحل
وفيه توفي الأديب الفاضل محمد بن شادي خجا المحمدي، وكان شاعرا ماهرا وله نظم جيد فائق في المعاني. ومن شعره الرقيق قوله: