للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رجب كانت وفاة القاضي شرف الدين يحيى بن البدري حسن ناظر الأوقاف، وكان رئيسا حشما، لكنه أظهر للسلطان نتيجة وعادى الناس قاطبة ولا سيما الأتراك بسبب ما فرضه على البلاد لأجل الخمس كما تقدم ذكر ذلك، ونهب المماليك داره في بعض الركبات واستمر في عكس إلى أن مات، ولم يثن أحد عليه خيرا في مدة ولايته لنظر الأوقاف كما يقال:

تولاها وليس له عدو … وفارقها وليس له صديق

وفيه توفي قاضي بولاق بن قرقماس أحد نواب الحنفية، واسمه عبد القادر بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي بكر الدماصي، وكان يعرف بابن قرقماس، وكان من أعيان الحنفية مشكور السيرة في قضائه وكان لا بأس به.

وفيه وقع الرخاء بالديار المصرية حتى بيع كل عشرة أرادب قمح بثلاثة دنانير، حتى عد ذلك من النوادر.

وفيه توفي الطواشي سرور شاد الحوش، وكان عنده قسوة زائدة وعسف وظلم. وهو الذي أحدث بالقلعة السجن المسمى بالعرقانة من داخل الحوش، وكان يحبس فيها من يختار من أصحاب الجرائم. واستمر بعده إلى الآن يسجن به.

وفيه توفي المسند عبد القادر بن الزيات المناوي، وكان لا بأس به.

وفيه تغيظ السلطان على ولده الناصري محمد وألبسه زنطا عتيقا وكبر خام ونزل به إلى طبقة الزمام، وقال لأغات الطبقة نوروز المجنون: "دعه يكنس الطبقة ويقعد على السفرة آخر المماليك، وإن قوي رأسه اضربه علقة قوية، وعامله معاملة المماليك الجلبان". .. فأقام في الطبقة أياما حتى طلع الأتابكي أزبك وشفع فيه، واستمر عنده ممقوتا حتى مات.

*****

وفي شعبان وصل إلى القاهرة شخص جركسي، وهو جلب قح وقد جاوز الستين سنة من العمر، ومعه اثنان من الأولاد وهما شباب ملاح الهيئة، فذكروا أن ذلك الشيخ أخو السلطان، وأنه بيع ببلاد الفرنج. وكان مقيما بها، فلما حضر استسلمه السلطان وسماه قيت، واستسلم أولاده وسمى أحدهما جانم والآخر جاني بك، وأنزلهم بالطبقة ورتب لهم جوامك، وصاروا من جملة المماليك السلطانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>