وفيه قدم إلى القاهرة شهاب الدين أحمد بن فرفور الدمشقي، قاضي القضاة بها الشافعي. فلما حضر جرى عليه أنكاد ومحن من السلطان، وغرم مالا له صورة، حتى استمر في قضاء الشافعية بدمشق على عادته.
وفيه توفي أحمد حزينات، وكان أستاذا في فن الموسيقي، وعنده فكاهة وحسن محاضرة.
وفيه أشيع الخبر بموت الجمجمة بن محمد بن عثمان ملك الروم بنابل من بلاد الفرنج.
وجرى عليه أمور يطول شرحها، ومات وهو في أسر الفرنج. وقد تقدم سبب ذلك.
وفيه غرقت معدية بساحل بولاق فمات بها كثير من الناس من رجال ونساء وأطفال وبهائم.
*****
وفي رمضان توعك السلطان في جسده حتى أرجف بموته. ونسب إلى قانصوه خمسمائة في مدة توعك السلطان أنه تقحم على السلطنة فمنع من الدخول على السلطان في مدة انقطاعه. ثم إن السلطان حصل له الشفاء ونودي في القاهرة بالزينة واستمرت الزينة أياما في شهر رمضان حتى تعطلت الناس عن البيع والشراء.
وفيه أقيمت الخطبة بالجامع الذي أنشأه الأمير أزبك اليوسفي رأس نوبة كبير بدرب البابا.
وفيه توفي تغري برمش الأينالي أحد الأمراء العشراوات وكان لا بأس به.
*****
وفي شوال ليلة عيد الفطر خرج الأمير قانصوه خمسمائة مسافرا إلى بعض بلاده، ولم يحضر موكب العيد فكثر القال والقيل في ذلك اليوم، وكان سفره برأي السلطان، فلما كان يوم العيد ثارت فتنة من المماليك الجلبان، وركب الكثير منهم في ذلك اليوم، وتوجهوا إلى دار قانصوه خمسمائة ونهبوا ما فيها. وأحرقوا بعض أماكن بها وأخربوا غالبها، وهي الدار التي أنشأها في قناطر السباع المطلة على الخليج الحاكمي. وكان الذي أثار الفتنة طائفة من المماليك من عصبة أقبردي الدوادار فحصل الاضطراب في ذلك اليوم، ثم سكن الحال قليلا.
وفيه خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل تاني بك الجمالي، وبالأول ابن أخت السلطان.
وفيه توفي القاضي نور الدين علي بن داود الصيرفي الإسرائيلي الحنفي أحد نواب الحكم، وكان من أعيان الحنفية، وكان يكتب التاريخ مجازفة لا عن قائل ولا عن راو، وله في تاريخه خبطات كثيرة وجمع من ذلك عدة كتب من تأليفه فكان كما يقال: