أخصائه وخشداشينه، مثل قانصوه الألفي، وقانصوه الشامي، ومن الأمراء الطبلخانات والعشراوات جملة كثيرة، منهم: برسباي الخسيف، وقرقماس الشريفي، وأسنباي المبشر، وقايتباي المبشر أيضا، وأزبك قفص، وقيت الرحبي، وغير ذلك من الأمراء، والجم الغفير من الخاصكية والمماليك السلطانية … فلبسوا آلة الحرب وتوجهوا إلى بيت الأتابكي أزبك الذي أنشأه في الأزبكية فاجتمع هناك من العسكر ما لا يحصى. فلما بلغ الأمير يشبك الجمالي الزردكاش الكبير، أن العسكر قد اجتمع عند أزبك حضر عنده، وكل هناك أربعة أمراء مقدمين، وجاء العسكر أفواجا أفواجا، ولا بقي يعلم إن كانت الركبة على السلطان أم على الأمير أقبردي الدوادار؟ فلما اشتد الأمر طلع تاني بك قرا حاجب الحجاب إلى السلطان، ونصحه وخلا به وقال له:"إنما هذه الركبة على السلطان وأن العسكر قائمة مع أزبك أمير كبير لأجل قانصوه خمسمائة، فإنه كان صهره". فلما تحقق السلطان ذلك اضطربت أحواله، وخشي من اتساع الفتنة، فنزل وجلس في المقعد المطل على الرميلة، وعلق الصنجق السلطاني، ودقت الكؤوسات حربي. ثم نادى للعسكر:"من كان طائعا لله ولرسوله وللسلطان فليطلع إلى الرميلة ويقف تحت الصنجق السلطاني". فلما بلغ الأمراء المقدمين ذلك طلع تمراز الشمسي أمير سلاح، وتاني بك الجمالي أمير مجلس، وأقبردي الدوادار الكبير، وأزبك اليوسفي رأس نوبة كبير، وتاني بك قرا حاجب الحجاب، وجان بلاط بن يشبك، وشاد بك الخوخ، وبقية المقدمين والأمراء الطبلخانات والعشراوات. فلما بلغ من بالأزبكية من العسكر أن السلطان نادى بأن العسكر يطلعون إلى الرميلة ويقفون تحت الصنجق، صاروا في الحال يتسحبون من هناك شيئا فشيئا ويطلعون إلى الرميلة حتى لم يبق في الأزبكية إلا مماليك الأمراء الذين هناك. فظهرت الكسرة على قانصوه خمسمائة ومن معه من الأمراء. وهذه أول حركات قانصوه خمسمائة، وكان معكوس الحركات في سائر أفعاله كما قيل:
فبينما الأتابكي جالس بمقعده، وإذا بالأمير أزبك اليوسفي رأس نوبة النواب دخل إليه، وصحبته الحاج رمضان المهتار بالطشتخانة، فقال له:"قم كلم السلطان في خبر"، فقام من وقته، وتوضأ وصلى ركعتين، وركب وهو بتخفيفة صغيرة وملوطة بيضاء، وهو مفكك