وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا، وهذا آخر موالد السلطان قايتباي. ولم يحضر بعد ذلك مولدا.
وفيه خلع على تاني بك قرا وقرره في أمرية الحاج يركب المحمل، وقرر برد بك في أمرية الركب الأول.
وفيه جاءت الأخبار من القدس بوفاة يشبك الجمالي، الذي تقدم ذكره. وكان دينا خيرا وأصله من مماليك ناظر الخاص يوسف ابن كاتب جكم، ورقي في دولة الأشرف قايتباي، وتولى عدة وظائف سنية منها حسبة القاهرة، والزردكاشية الكبرى، ثم بقي مقدم ألف، وجمع بين الزردكاشية والتقدمة وسافر أمير حاج بركب المحمل غير ما مرة.
وفيه وقع بين الأمير أقبردي الدوادار وقرقماس بن ولي الدين أمير آخور ثالث، واستمرت العداوة بينهما تتزايد حتى كان ما سنذكره.
*****
وفي ربيع الآخر خلع السلطان على شاد بك بن مصطفى المعروف بالخوخ، وقرره أمير آخور كبير عوضا عن قانصوه خمسمائة بحكم اختفائه. وقرر برد بك المحمدي الأينالي أمير آخور ثاني، وقرر صولان باي بن عيني الأينالي في الزردكاشية الكبرى، عوضا عن يشبك الجمالي بحكم وفاته بالقدس الشريف بطالا. وقرر برقوق الساقي الأينالي في الحسبة، عوضا عن كسباي، وقرر كسباي في الدوادارية الثانية وكان يعرف بكسباي الشريفي. وقرر مصرباي في شادية الشراب خاناه. وقرر أركماس الحلبي في نيابة القلعة. وقرر سودون العجمي في أستادارية الصحبة. وقرر برد بك بن بير علي في تجارة المماليك، فخلع السلطان على هؤلاء في يوم واحد.
وفيه جاءت الأخبار من المدينة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، بأن أمير المدينة وجماعته هجموا على حواصل المال التي بها من قبل النذور، فاستولى على اثني عشر ألف دينار، وأخذ عدة قناديل ذهب كانت معلقة بالحجرة النبوية الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وخرج إلى جهة العراق فلم يدرك.
وفيه أخبر جماعة من الفلكية بأن زحلا قد اقترن مع المريخ في برج الجوزاء، وذكروا أن هذا القران سيقع فيه فتن عظيمة عن قريب، فأجاب شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفي عن ذلك بقوله: