العلماء". ثم أشهدوا على الخليفة بالرجوع عن ذلك، وبعث أخذ العهد الذي كان كتبه للشيخ جلال الدين الأسيوطي، وكادت أن تكون فتنة كبيرة بسبب ذلك، ووقعت أمور يطول شرحها، ثم سكن الحال بعد مدة.
وفيه أشيع أن الأتابكي أزبك قد حضر من مكة في الخفية، فاضطربت أحوال المماليك الجلبان، وكادوا أن ينشئوا فتنة. ولم يكن لتلك الإشاعة صحة.
وفيه عزل الشهابي أحمد ناظر الجيش، وتولى القاضي محيي الدين عبد القادر القصروي، وكان الساعي في ذلك جان بلاط الدوادار، وكان من أخصائه.
وفيه ابتدأ الأمراء المقدمون في لبس التخافيف التي بالقرون الطوال، وقد خرجوا في ذلك عن الحد. وفي هذه الواقعة يقول بعض الشعراء:
نقول أميرنا لما تبدى … أنا في الحرب ذو القرنين دعني
أنا كبش وأعدائي نعاج … إذا برزوا فأنطحها بقرني
وفيه خلع السلطان على قانصوه الألفي، وقرره أمير آخور كبير، عوضا عن شاد بك الخوخ، بحكم انتقاله.
وفيه أنعم السلطان على دولات باي الفلاح، بتقدمة ألف، وصار من جملة المقدمين.
وفيه خلع السلطان على بخشباي، وقرره في نيابة قلعة دمشق، بعد ما كانت يد غيره.
وجرى بسب ذلك أمور يطول شرحها.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة كرتباي نائب البيرة، وكان قصد الحضور إلى مصر فمات ببعلبك.
*****
وفي ربيع الأول خلع السلطان على الناصري محمد بن الشهابي أحمد بن العيسي، وقرره في نظر الجوالي عوضا عن عبد القادر القصروي.
وفيه عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا، وهذا أول موالده فلما جلس بين الأمراء اعتراه النعاس، حتى رش الماء على وجهه كي يستفيق.
وفيه نزل السلطان من القلعة، وتوجه إلى تربة والده، فزار قبره، ثم توجه من هناك إلى قبة الأمير يشبك الدوادار التي بالمطرية، ثم عاد إلى القلعة، وشق من القاهرة في موكب حافل.