للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو أتى العباس أضحى قائلا … يرحم الله الذي قد خلفك

وكان له من العمر، لما تولى الخلافة، نحو من خمسين سنة. وقد وخطه الشيب. فنزل من القلعة في موكب حافل، حتى وصل إلى داره، واستمر في هذه الولاية مدة طويلة، حتى كان من أمره ما سنذكره فى موضعه.

*****

وفي ربيع الأول خلع السلطان على قانصوه خاله، وقرره في الأستادارية والوزارة عوضا عن كرتباي الأحمر بحكم استعفائه من ذلك.

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة، بوفاة السيد الشريف الحسيب النسيب محمد بن بركات أمير مكة المشرفة. وكان رئيسا حشما في سعة من المال، كفؤا لأمرية مكة المشرفة، وكان لا بأس به.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة أينال باي الإبراهيمي نائب طرابلس، وكان من حلف أقبردي الدوادار.

وفيه جاءت الأخبار أيضا بوفاة أينال باي، وبوفاة كرتباي أخي أقبردي الذي كان نائب صفد، ثم بقي مقدم ألف بمصر، وفر مع أخيه أقبردي فمات في أثناء الطريق ودفن هناك.

وفيه خلع السلطان على تغري بردى القادري، وقرره في الأستادارية نائبا عن قانصوه خال السلطان.

وفيه في أوائل بابه أمطرت السماء مطرا مهولا حتى وقعت منه عدة أماكن، وخسف غالب القبور التي بالقرافة والصحراء. وكان من نوادر الوقائع.

وفيه خلع السلطان على كرتباي الأحمر وقرره في نيابة الشام، عوضا عن قانصوه اليحياوي بحكم وفاته. وكان كرتباي الأحمر هو اساعي في ذلك خوفا على نفسه من الملك الناصر أن يسلط عليه المماليك الجلبان يقتلونه، وقد هم بذلك غير ما مرة لأجل أن كرتباي الأحمر كان يحجر على الملك الناصر ويمنعه عن الأفعال الفاحشة الشنيعة، فكرهه بسبب ذلك، وقصد قتله … حتى قيل: إنه ذبح يوما كبشا بيده وقال: "هكذا أفعل بكرتباي الأحمر عن قريب". فلما خرج كرتباي الأحمر من القاهرة كان له يوم مشهود، وطلب طلبا حافلا.

وفيه عين السلطان تجريدة بسبب أقبردي الدوادار … فإنه لما انكسر وخرج من مصر هاربا حاصر الشام، وقصد أن يملكها فما قدر. فنهب الضياع التي حول دمشق، وخرب

<<  <  ج: ص:  >  >>