عغالبها، وفعل مثل ذلك بضياع حلب. فوقع الاتفاق من الأمراء على خروج تحريدة له، فعينوا ذلك. وأنفق السلطان على العسكر المعينين للتجريدة، وبعث نفقة الأمراء الذين عينوا للخروج إلى التجريدة، وهم قانصوه البرجي أمير مجلس، وقيت الرحبي حاجب الحجاب، وقانصوه الغوري أحد المقدمين، وهو الذي تسلطن فيما بعد، وأصطمر بن ولي الدين أحد المقدمين، وقصروه أحد المقدمين، ومن الأمراء الطبلخانات والعشراوات عدة وافرة.
وفيه جاءت الأخبار بأن أقبردي بعد أن حاصر الشام نحوا من شهرين لم يقدر عليها، وحاربه الأمراء الذين بالشام، ورموا عليه بالمدافع، وفر إلى حلب. فلما توجه إلى حماه حاصرها، وأخذ منها أموالا لها صورة. فلما وصل إلى حلب حاصرها نحوا من شهرين، وكان أينال السلحدار يومئذ نائب حلب، وكان من عصبة أقبردي فقصد أن يسلمه مدينة حلب، فرجمه أهل المدينة وطردوه منها، وحصنوا المدينة بالمدافع على الأسوار … فعند ذلك فر أقبردي ومن كان معه من الأمراء والعسكر، وكذلك أينال نائب حلب صحبتهم، وفروا أجمعين، وتوجهوا إلى علي دولات والتجأوا إليه. فلما بلغ الأمراء ذلك اضطربت أحوالهم فوقع الاتفاق على أن يولوا جان بلاط بن يشبك الذي كان دوادارا كبيرا نيابة حلب، عوضا عن أينال الذي كان بها بحكم فراره مع أقبردي.
وفيه خلع السلطان بعد خروج كرتباي الأحمر إلى محل نيابة الشام على محمد بنالعظمة، وأعاده في نظارة الأوقاف. وكان الساعي له في ذلك عبد القادر بواب الدهيشة، فكثر عليه الدعاء من الناس بسببه.
وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا.
وفيه في يوم الخميس ثاني عشريه كان دخول الأتابكي أزبك إلى القاهرة، وقد حضر من مكة المشرفة. فلما حضر خلع عليه السلطان وأعاده إلى الأتابكية عوضا عن تمراز الشمسي بحكم وفاته، فكانت مدة غيبته بمكة سنتين وثلاثة أشهر.
وفيه خلع السلطان على جان بلاط الموتر، أحد العشراوات، وقرره في الحسبة، عوضا عن تاني بك بن حديد بحكم وفاته.
وفي تلك الأيام اشتد الغلاء، وانتهى سعر القمح إلى ثلاثة أشرفية كل أردب.
وفيه هجم المنسر على سوق تحت الربع، وسوق الحاجب، وفتحوا عدة دكاكين. فلما بلغ الوالي ذلك ركب وتحارب مع المنسر، وقتل جماعة من أعوانه، ولم يبلغ من المنسر أربا، وراحت على التجار أموالها.