وهذا الزجل يقرب من الزجل الذي قاله الغباري في واقعة العرب التي كانت في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، في دولة الظاهر برقوق، وقد وقع فيها ما يشبه ذلك، وهذا الزجل الذي تقدم من اختصاره.
وفيه قرر شمس الدين بن مزاحم الطرابلسي، في نظر الاصطبل، عوضا عن يحيى بن البقري بحكم صرفه عنها، ومات يحيى عقيب ذلك.
وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن أقبردي الدوادار دخل إلى حلب طائعا، وقد تم الصلح بينه وبين الأمراء الذين توجهوا من مصر. وسبب ذلك أن العسكر الذين توجهوا إلى قتال أقبردي وجدوه بالمرعش عند على دولات، فلما طال الأمر على العسكر - وكان الغلاء موجودا بحلب، والعليق لم يوجد - أرسل قاصروه نائب حلب يسأل أقبردي في الصلح، فتوجه إليه قاني باي الرماح أمير آخور كبير، فمشى في أمر الصلح - وكان السلطان والأمراء مائلين إلى ذلك - فلما وثق أقبردي بذلك حضر صحبة قاني باي الرماح، ودخل إلى حلب طائعا مختارا، فلاقاه قصروه نائب حلب وسائر الأمراء الذين هناك، وكان له بحلب يوم مشهود.
وكان الأمير أقبردي متوعكا في جسده، فلما استقر بحلب كاتبوا بذلك السلطان، فعين له خلعة حافلة وفرسا بسرج ذهب وكنبوش، وكتب له تقليد نيابة طرابلس ومالها في كل سنة، ثم أخذوا في أسباب التوجه إليه.
وفيه توفي برهان الدين مستوفى الخاص، وكان لا بأس به.
وفيه أرسل السلطان الأمير تمراز الزردكاش، إلى المقر السيفي جان بلاط بن يشبك نائب الشام، يسأله في الحضور إلى مصر ليلى الأتابكية عوضا عن أزبك بحكم وفاته.