وفيه تغير خاطر السلطان على قراجا نائب غزة فأحضره إلى القاهرة وهو في الحديد، وجرى عليه ما لا خير فيه. ثم آل أمره إلى أن تولى نيابة طرطوس وقتل.
وفيه دخل الأمير طومان باي الدوادار الكبير إلى القاهرة وكان مسافرا في جهة الصعيد، فلما بلغه ما فعلت عرب عزالة، كما تقدم ذكره، كبس عليهم في مكان بالوجه القبلي، وقبض على جماعة منهم نحو من ثلمائة إنسان من رجال ونساء وصغار، فوصلوا بهم الجيزة وعدوا بهم، وطلعوا بهم من الصليبة قدام الأمير طومان باي فكان يوما مشهودا، فوضعوا الرجال في زناجير، والنساء والصغار في حبال، وعلقوا رؤوس من قتل من الرجال في رقاب النساء وكانت واقعة من الوقائع الغريبة، ولم يتفق مثل ذلك إلا في أيام الظاهر برقوق، بما وقع لبدر بن سلام كبير عربان البحيرة وقد تقدم ذكر ذلك في أخبار الظاهر برقوق. فلما طلع الأمير طومان باي إلى القلعة، صادف ذلك اليوم خروج المحمل من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل قرقماس رأس نوبة كبير، وبالأول الناصري بن خاص بك، فلما عرضوا عرب عزالة على السلطان، رسم بتسمير هم على جمال فسمروهم وشقوا بهم من القاهرة وكان يوما مشهودا، وصارت الفرجة فرجتين على المحمل وعلى عربان عزالة. ثم إنهم كلبوهم وعلقوهم على أبواب المدينة، على كل باب نحو من عشرة أنفار، حتى على باب القنطرة وباب الشعرية، وغير ذلك من الأبواب، ثم إن السلطان رسم بأن سائر الناس يرجمون العربان بالأحجار، حتى يكون من أمرهم ما يكون … وقد قام الأمير طومان باي بنصرة الأتراك على العرب بعد كسرتهم التي تقدمت.