وتبسمت أزهار أغصان الربا … فرحا بها في روضة البستان
بحر السماح غدا براحة كفها … يروي العطاش بمنهل الإحسان
وتجود من فيض الندى بمكارم … فيكون منه شفاء للظمآن
فالله يكفيها مؤونة حاسد … ويطيل أياما لها بأمان
ما ماس غصن في الرياض وكللت … أيدي الغمام شقائق النعمان
وقد عرضت هذه القصيدة على خوند واستحسنتها.
وفيه خلع السلطان على طوخ المحمدي وقرره في نيابة القلعة عوضا عن طقطباي بحكم اختفائه.
وفيه قرر شمس الدين أبو النصر في كتابه الخزانة مشاركا لصلاح الدين بن الجيعان.
وفيه قبض السلطان على القاضي ناظر الجيش عبد القادر القصروي ووكل به، وخلع على القاضي شهاب الدين أحمد وأعاده إلى نظر الجيش عوضا عن القصروي.
وفيه تغير خاطر السلطان على الأمير اصطمر بن ولي الدين، وقصد الإخراق به لكونه صهر البيسفي، وصار ممقوتا عنده.
*****
وفي مستهل رمضان رسم السلطان للخليفة أن ينزل ويسكن بداره، وكان الملك الأشرف جان بلاط رسم له أن يسكن بالقلعة.
وفي يوم الاثنين خلع السلطان على المقر البدري بدر الدين محمود بن أجا الحلبي الحنفي، وقرره في كتابه السر بالديار المصرية، عوضا عن صلاح الدين بن الجيعان بحكم استعفائه منها.
وقد تقدم للبدري محمود أنه ولي قضاء الحنفية بحلب غير ما مرة، وكان والده القاضي شمس الدين محمد بن أجا الحلبي رئيسا حشما من الأعيان، وتولى قضاء العسكر في أيام الأشرف قايتباي وكان من خواص الأمير يشبك الدوادار ورأى الأوقات الحميدة.
وفيه توفي العلائي علي بن الصابوني، ناظر الخاص، وهو علي بن أحمد بن محمد بن سليم البكري الدمشقي الشافعي. وكان رئيسا حشما وتولى عدة وظائف سنية، منها قضاء الشافعية بدمشق، ووكالة بيت المال، ونظر الخاص بمصر، ومات وله من العمر خمس وثمانون سنة، فلما مات خلع السلطان على علاء الدين علي بن حسن الإمام، وكان من جملة مباشري الخاص، وتولى نظاره الطور، وكانت نظارة الخاص تعينت إلى ناصر الدين الصفدي، ثم تحولت إلى علاء الدين ابن الإمام.