للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه خلع السلطان على الأمير بيبردي الفهلوان وقرره في الدوادارية الثانية عوضا عن قان بردي بحكم وفاته.

*****

وفي صفر - في أول يوم منه - نزلوا بالأمير مصرباي من القلعة وهو مقيد، فتوجهوا به إلى السجن بثغر الإسكندرية فسجن بها.

وفي يوم الاثنين ثانيه أنفق السلطان على العسكر نفقة البيعة، وقد صبرهم نحوا من أربعة أشهر حتى جمعت الأموال من المصادرات، فأنفق على طبقتين لا غير وصبر الباقين حتى تجمع الأموال، ولم يعط لأحد من المماليك مائة دينار كاملة سوى المماليك القايتبايهية فقط.

وفيه قبض السلطان على الأمير عبد اللطيف الزمام وقرر عليه مالا له صورة، فسلمه إلى الأمير طراباي وأقام عنده في التوكل به حتى يرد ما قرر عليه من المال، فباع أملاكه وقماشه حتى سد ذلك، وصودر عنبر مقدم المماليك ونائبه وشاد الحوش وجماعة آخرون من الخدام. وقد عمت هذه المصادرة حتى غلمان الإسطبل السلطاني والأوجاقية والسر آخورية ونقباء القصر والمعاملين والطباخين، حتى الفراشين والبابية والشربدارية، وغير ذلك من غلمان السلطان قاطبة ممن له جامكية في باب السلطان - وكل هذا لأجل النفقة على المماليك - وكانت حادثة عامة على غالب الناس من الأعيان وغيرهم، وقد وقع الاضطراب في أوائل سلطنته إلى الغاية.

وفي يوم الاثنين سادس عشر صفر توفي الأمير بيبردي الفهلوان الذي قرر في الدوادارية الثانية، فأقام بها مدة يسيرة ومات. فلما مات خلع السلطان على جانم قريب الأشرف قانصوه خمسمائة وقرره في الدوادارية الثانية عوضا عن بيبردي الفهلوان بحكم وفاته.

وفي سلخ هذا الشهر خلع السلطان على طقطباي العلاي وقرره في نيابة القلعة عوضا عن طوخ المحمدي.

وفيه هجم المنسر تحت الليل على سوق الجملون وسوق الخشيبة والوراقين، ونهبوا منها نحوا من عشرين دكانا … ولم تنتطح في ذاك شاتان، وراحت على التجار أموالهم.

وفيه ضيق بعض الأمراء الذين تولوا جباية الأملاك عن السبعة أشهر، فأرسلوا إلى أصحاب الأملاك مهندسين صحبة خاصكي من قبل السلطان، فطافوا الحارات وهجموا البيوت وقطعوا أجرة الأملاك ثانيا ولم يرضوا بما أخذه الأشرف قايتباي بمقتضى وصولات معهم عما أوردوه في مغرم السبعة أشهر كما تقدم، فكانت النكسة أمر من الضعف، وأخذوا منهم مظلمة ثانية وشددوا عليهم واستوفوا أجرة ثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>