للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاءه في الوقت الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أين أصبت هذا)؟

قال: من معدن، قال: (لا خير فيها). وقضاها عنه (١).

وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفل هذا الرجل وتحمل عنه دينه، ولو لم تكن الكفالة جائزة لما فعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

٤ - عن سلمة بن الأكوع (٢)

- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بجنازة ليصلي عليها، فقال: (هل عليه من دين؟) قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجنازة ... أخرى، فقال: (هل عليه من دين)؟ قالوا: نعم، قال: (فصلوا على صاحبكم)، قال أبو قتادة (٣): عليّ دينه يا رسول الله، فصلى عليه. وفي لفظ:


(١) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب البيوع والإجارات، باب في استخراج المعادن (٣/ ٦٢٢ - ٦٢٣) برقم (٣٣٢٨)، وابن ماجه في سننه: كتاب الصدقات، باب الكفالة (٣/ ١٤١) برقم (٢٤٠٦)، والبيهقي في السنن الكبرى: كتاب الضمان، باب ما يستدل به على أن الضمان لا ينقل الحق بل يزيد (٦/ ٧٤)، وصححه الألباني في إرواء الغليل (٥/ ٢٤٦ - ٢٤٧) وصحيح سنن ابن ماجه (٢/ ٥١).
(٢) هو الصحابي الجليل سلمة بن عمرو بن الأكوع، أبو عامر وأبو مسلم، الأسلمي الحجازي المدني، بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الشجرة على الموت، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر وعمر وغيرهم، حدث عنه ابنه إياس، ومولاه يزيد بن أبي عبيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم، توفي سنة ٧٤ هـ، وقيل غير ذلك.

انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٢٦)، الإصابة (٣/ ١١٨).
(٣) هو الصحابي الجليل الحارث بن ربعي - على الصحيح - أبو قتادة، الأنصاري السلمي، فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهد أحدا والخندق والحديبية، حدث عنه أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وغيرهم، قيل توفي بالمدينة سنة ٥٤ هـ، وقيل توفي بالكوفة سنة ٤٠ هـ، وأن عليا صلى عليه وكبر عليه سبعا.
انظر: الجرح والتعديل (٣/ ٧٤)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٩٩)، الإصابة (٧/ ١٥٥).

<<  <   >  >>