للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجيب عنها: بأن التصريح بقوله: (طعام بطعام وإناء بإناء) يبعد هذه الاحتمالات، ويبين أن هذا قاعدة عامة.

كما أجيب عن المناقشة الأولى بأنه يعكر عليها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية أخرى: (من كسر شيئاً فهو له وعليه مثله) (١).

٨ - عن أبي رافع (٢) - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسلف من رجل بكراً (٣)، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خيارا رباعيّا (٤)، فقال: (أعطه إياه، إن خيار الناس أحسنهم قضاء) (٥).


(١) انظر: فتح الباري (٥/ ١٥٠).
(٢) هو الصحابي الجليل أبو رافع القبطي مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل: اسمه إبراهيم، وقيل: أسلم، وقيل: ثابت، وقيل: هرمز، أسلم قبل بدر ولم يشهدها، وشهدا أحداً وما بعدها، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن ابن مسعود، وروى عنه أولاده: رافع والحسن وعبد الله والمغيرة وغيرهم، توفي في خلافة علي - رضي الله عنه -، وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب التهذيب (١٢/ ٨٢ - ٨٣)، الإصابة (٧/ ٦٥).
(٣) البَكر - بالفتح -: الفتي من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بَكْرة، وقد يستعار للناس.
انظر: النهاية في غريب الحديث (١/ ١٤٩)، القاموس المحيط (ص ٤٥١).
(٤) رَباع - بفتح الراء -: يطلق على الذكر من الإبل إذا طلعت رباعيته، والرباعية: السن بين الثنية والناب، ويكون ذلك في السنة السابعة، ومؤنثه: رباعية.
انظر: النهاية في غريب الحديث (٢/ ٨)، القاموس المحيط (ص ٩٢٩).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب المساقاة، باب من استسلف شيئاً فقضى خيرا منه و «خيركم أحسنكم قضاء» (٣/ ١٢٢٤) برقم ١٦٠٠.

<<  <   >  >>