للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلم، والحرب، والعلاقات الدولية

في الإسلام

إعداد

الدكتور محمد رأفت سعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك، ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائك ورسلك سيدنا محمد، وبعد.

فإن موضوع السلم والحرب والعلاقات الدولية في الإسلام من الموضوعات الجديرة بالعناية والدراسة، لإبراز الحقائق التي تعمد خصوم الإسلام إخفاءها في هذا الموضوع، حتى ألبسوا الباطل ثوب الحق، وقدموا الإسلام في المجال الدولي على أنه دعوة إلى الإرهاب وسفك الدماء، وأن المسلمين لا يستريحون في إقامة علاقات دولية سامية مع غيرهم؛ لأنهم دعاة حرب وعصبية.

فكان لا بد من تناول هذا الموضوع تناولًا علميًّا موثقًا يقدم الحق مدعمًا بدليله ليدحض الشبهات والمفتريات التي لا أساس لها، ولبيان حاجة البشرية إلى السلام لما تجنيه من آثارالحروب المدمرة؛ ولأن التقدم البشري مرتبط بأمن الإنسان وسلامه، كما أن سلامه النفسي مرتبط بسلامه الاجتماعي والاقتصادي، وكل ذلك يمثل في عالمنا المعاصر وحدة مترابطة في التأثير والتأثر ومن إحقاق الحق فإن الإسلام ـ كما يعرفه المنصفون، وكما سنتبينه بالدليل في المباحث الآتية ـ هو السبيل الوحيد لتحقيق السلم الدولي في عالمنا المعاصر.

إنه شرع الله لخلقه، ورحمة الله للعالمين، به تحمى مقومات الحياة فلا يمس الدين أو النسل أو العقل أو النفس أو المال في ظل توجيهاته وتشريعه.

واتخاذ الإسلام بعقائده وأخلاقه وعبادته ومعاملاته، وتوجيهاته جميعًا، سبيلًا لتحقيق السلم الدولي له ما يميزه عن قرارات المنظمات الدولية في أن الاستجابة لأوامره تكون دينًا ملزمًا لا مجال فيه للتحايل في التطبيق، ولا المخادعة؛ لأن الله شهيد على عباده؛ ولأن أحكامه تهدف خير عباده جميعًا دون ميل أو هوى، فعند التطبيق الصحيح يجد الجميع السلم والأمن المؤسس على الحق والعدل والمساواة بين الجميع.

ولذلك فإننا سنلتزم في موضوعنا ما يجلي حقيقة الإسلام في نصوصه التي تمس سلم الناس وحربهم وعلاقاتهم الدولية في ستة فصول وخاتمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>