للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)

الأحكام المتعلقة بالمرضى والمصابين

إعداد

أ. د. مصطفى عبد الرؤوف أبو لسان

مستشار علوم المختبرات الطبية – لندن

نائب رئيس الاتحاد العربي للبيولوجيا السريرية

أمين عام الاتحاد العربي للكيمياء السريرية – سابقاً

بسم الله الرحمن الرحيم

خلق الله تعالى الغرائز وشرع الطرق الحلال لإشباعها، لكن إنسان القرن العشرين تمرد على شرع الله ومارس الفحشاء دون حياء، بل وجاهر بها علناً معتبراً إياها حقوقاً شخصية لا مجال للمساس بها، فأقام مؤسسات للشواذ تدافع عما يسمونه حقوقا إنسانية، وهي في الواقع مجون وفساد. وما ظهور مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في هذه الظروف وفي هذا العصر بالذات إلا مصداق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الحاكم وابن ماجه حين قال: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم)) .

ومرض الإيدز لم يكن في أسلافنا من قبل، كما أنه باعتراف منظمة الصحة العالمية، طاعون فتاك ووباء قاتل، لا يوجد علاج له حتى الآن. وهو مرض يؤلم البدن ويعذب النفس ويشوه المنظر ويلحق بصاحبه وصمة عار اجتماعية وأخلاقية بالغة ترافقه حتى وفاته.

وجدير بنا في بيئتنا الإسلامية أن نلزم حدود الله ونلتزم شرعه، وأن نبتعد عما يغضبه؛ حفاظاً على سلامتنا وسلامة أطفالنا وأجيالنا الحاضرة واللاحقة في الدنيا ونجاتنا في الآخرة. وصدق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً) .

<<  <  ج: ص:  >  >>