الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ... أما بعد:
فهذا بحث موجز جدًّا في الأسواق المالية من وجهة نظر الفقه الإسلامي حسب مستجدات عصرنا الحاضر كتبته بحسب الإمكان وأقدِّمه للمجمع الموقَّر لا أدَّعي فيه الإحاطة ولا الإصابة، بل هو جهد مقلٍّ، فما كان صوابا فمن الله تعالى، وما كان غير ذلك فمني وأستغفره تعالى وأستقيله.
وأما إيجازه فأول الغيث طلّ ثم ينهمر، والعلم يولد كالإنسان صغيرًا ثم يكبر، وإن مع اليوم غدًا ومع العسر يسرًا ولن يغلب عسر يسرين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تمهيد
الأسواق المالية كانت منذ كانت النقود، ولكنها تطورت مع تطور المعاملات المالية وتعقّدها، وأضحت اليوم في حالة من التعقيد بحيث أصبحت بحثًا مستقلا من مباحث الاقتصاد.
ولئن كان للإسلام في خطوطه العريضة كان له حكم في كل واقعة، فإن أحكام الأسواق المالية نجدها في مباحث الصرف بشكل رئيسٍ، وفي مباحث البيع، ومباحث الحوالة والرهن وما إليه.
وسأتعرض لبعض أبرز مباحث الأسواق المالية في عصرنا الحاضر من وجهة نظر الفقه الإسلامي في المقصد التالي بإيجاز.