للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرض الإيدز

(نقص المناعة المكتسبة)

أحكامه وعلاقة المريض الأسرية والاجتماعية

إعداد

الدكتور سعود بن مسعد الثبيتي

المدرس بقسم الشريعة

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

جامعة أم القرى – مكة المكرمة

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك ولا ند ولا نظير له. وبعد:

فلما كان مرض الإيدز وباء عرف في هذا العصر، وأول ما عرف عام ١٩٨١م، وسمي مرض نقص المناعة المكتسبة، (١) وهو مرض فيروسي يصيب الخلايا الليمفاوية المناعية فيعطل وظيفتها ونشاطها المقاوم لشتى الأمراض الميكروبية والفيروسية الأخرى. (٢)

وحيث إن هذا المرض لم يكتشف له علاج إلى يومنا هذا، وهو من الأمراض المعدية التي لا تعرف الحدود الزمانية ولا المكانية، فهو ينتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الحمل والولادة، كما أنه ينتقل من قطر إلى آخر، حتى لقد وجدت حالات في جميع أنحاء العالم، فالتنقل من بلد إلى آخر للدراسة أو العلاج أو التجارة أو السياحة كان سبباً في انتقاله وانتشاره، فهو مرض له وطأته العالمية، ومن آخر ما نشر في تقرير لليونيسيف أن المصابين به حوالي اثني عشر مليوناً بينهم ستة ملايين ونصف مليون إفريقي، (٣) وله آثاره النفسية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية، وقد أصبح الشغل الشاغل لأجهزة الإعلام في الدول الغربية، وأصبح اسم الإيدز مثل الرعب الذي كان يمثله اسم الطاعون في القرون السابقة حينما كان يقضي على عشرات الملايين من البشر. (٤)


(١) فقد المناعة قد يكون وراثياً، وهذا غير داخل في موضوع البحث، ولذلك أضيفت المكتسبة. محمد البار ومحمد صافي: الإيدز، ص ٧٥؛ رفعت كمال: قصة الإيدز ص ١٣
(٢) محمد البار ومحمد صافي: الإيدز، ص ٧٥؛ رفعت كمال: قصة الإيدز ص ١٣
(٣) صحيفة المدينة، عدد ٩٣٩٩، في ١٦/٨/١٤١٣ هـ.
(٤) محمد البار ومحمد صافي: الإيدز ص ١٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>