للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستنساخ

تقنية، فوائد، ومخاطر

إعداد

د. صالح عبد العزيز الكريم

أستاذ مشارك في علم الأجنة التجريبي

كلية العلوم- جامعة الملك عبد العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥]

قال الله تعالى {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: ٥]

قال الله تعالى حكاية عن إبليس اللعين: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} . [النساء: ١١٩]

مقدمة

تابعت لأكثر من عشرين عامًا موضوع محاولات استنساخ الأجنة وهو أحد مجالات علماء الأجنة التجريبي الذي هو تخصصي الدقيق، وعندما أصدرت كتابي (المدخل إلى علم الأجنة الوصفي والتجريبي) عام ١٤١١ هـ، تحدثت في أحد أبوابه عن تطبيقات التكاثر العذري الاصطناعي على الحيوانات (الاستنساخ بطريقة تنشيط البويضة) ، وفي كتابي الثقافي (الهندسة الوراثية وتكوين الأجنة: الحقيقة والمستقبل) تحدثت فيه عن فكرة الاستنساخ بطريقة زراعة النواة، وذكرت أن ما تم تطبيقه في زراعة النواة في البرمائيات (الضفدعة) والثدييات (الفأر) يمكن تطبيقه على كل من حيوانات المزارع (الأغنام والأبقار) وكذلك مستقبلًا على الإنسان، وقد أعلنت اليوم معامل أدنبره للاستنساخ الحيوي بأنه قد تم فعلًا استنساخ (نعجة) من بويضة قد زرعت بها نواة لخلية جسدية، أي دون الحاجة للحيوان المنوي.

والاستنساخ كموضوع حديث لم يتبلور بعد في أذهان كثير من الناس، خاصة تطبيقاته ذات الفوائد أو المخاطر، فإنه حري أن يحظى باهتمام خاص من المجلات الثقافية، وعلى وجه الخصوص من المجلة العربية التي تبنت الأصالة في طرح قضاياها وبناء عليه فإن المجلة العربية متمثلة في رئيس تحريرها الأستاذ حمد القاضي دعتني لتبني مشروع كتيب تعريفي مبسط يسلط الضوء على موضوع الاستنساخ، ويؤدي الغرض الثقافي من الناحية العلمية، أما ما يخص النواحي الأخلاقية والمفاهيم الاجتماعية والتصورات الشرعية، فإنه سيتم الكتابة عنها في جزء آخر مستقل بإذن الله، وذلك بعد عرضها - أي تقنية الاستنساخ - بأنواعها المختلفة على المجامع الفقهية والشرعية المتخصصة، لأن الإسلام في مصدريه الكتاب والسنة يملك قواعد صلبة في التعامل مع جميع الإفرازات العلمية خيرها وشرها، فوائدها ومخاطرها. وأخيرًا أرجو من الله العلي القدير أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>